«الأوراس» تستعد للعيد

إجراءات وقائية لمنع تحوّل الفرحة إلى النقمة

باتنة: حمزة لموشي

لم يمنع تفشي وباء كورونا بولاية باتنة وتصدرها الترتيب الوطني بعد العاصمة في عدد الحالات المسجلة يوميا من استكمال تحضيرات عيد الأضحى المبارك، خاصة ما تعلّق باقتناء أضحية العيد ولوازمها كأدوات الشواء، من فحم وسكاكين، في حين حرص جزء منهم على الأخذ بتدابير الوقاية اللازمة وعدم التفريط في هذه الاجواء الإجتماعية والإنسانية التي تسبق العيد، رغم حالة الهدوء النسبي الذي ميز هذه التحضيرات مقارنة مع السنوات الماضية، بسبب الغلاء.
تشهد أسواق باتنة المنظمة منها والفوضوية إقبالا منقطع النظير للمواطنين لاقتناء مستلزمات العيد من خضر وفواكه ومواد غذائية، غير أنهم اشتكوا من الغلاء الفاحش في كل المستلزمات حتى تلك الثانوية منها متسائلين عن دور مصالح الرقابة في ضبط الأسعار والأسواق وكبح جماح التجار المضاربين والمحتكرين للسلع التي تشهد وفرة مقابل ارتفاع غير مسبوق في أسعارها.

 تنظيف البيوت.. عادة لن تزول
تتفق جميع العائلات الأوراسية على أن تنظيف منازلها قبل عيد الأضحى تقليد وعادة خالدة لن تزول بمرور الأيام وتطوّر نمط الحياة، فلا يمكن حسب بعض نساء الأوراس استقبال عيد الأضحى دون تغيير ديكور المنزل وتنظيفه وتجديد بعض أثاثه، خاصة ما تعلّق بالأفرشة والزرابي واقتناء أواني خاصة بالمناسبة لاستقبال الضيوف الذين سيكون عددهم لا محالة متراجعا بسبب الجائحة التي لم يمنع استمرارها من التخلي عن العادات.
وتحرص ربات البيوت بكل من ولايات باتنة، خنشلة، أم البواقي، قالمة وغيرها على استقبال مناسبة عيد الأضحى بتنظيف المنازل تعبيرا عن سعادتها لقدوم الضيف العزيز الغالي، وذلك رغم إحيائه للعام الثاني على التوالي في ظروف صحية استثنائية بسبب الكورونا ومشكلة نقص التزود بالمياه في هذه الفترة المهمة التي تكون فرصة للعائلات لتخزين المياه واستغلالها يوم العيد عقب النحر.
وبينما تهتم المرأة بتنظيف المنزل نجد الرجال حرصين كل الحرص على اقتناء أءضحية العيد رغم غلائها هذه السنة وتوفير باقي مستلزمات عملية النحر من شحذ للسكاكين وتجهيزها واقتناء الفحم إلى جانب شراء الأكياس البلاستيكية وقصب الشواء والشوايات لقضاء أوقات ممتعة بعد النحر مع العائلة والاطفال وبعض الأقارب وحتى الجيران.
وكما هو معلوم، فإن باتنة على غرار باقي ولايات الوطن يلتزم مواطنوها بعادات وتقاليد عريقة متوارثة عن الاجداد لاستقبال العيد المبارك، إذ تشبه تحضيراتهم له الاستعدادات المقامة للحفلات والأعراس، حيث تتحوّل الشوارع والمحلات خاصة بالشوارع الرئيسية إلى ما يشبه خلايا النحل، خصوصاً في محلات بيع مستلزمات الحلويات، والأواني المنزلية والتوابل.

 الحلويات التقليدية وخبز الدار أولوية
بعد استكمال عملية تنظيف المنزل واقتناء الأضحية تشرع العائلات في صناعة الحلويات التقليدية والتي تأتي على رأسها «حلوى الإستقلال» أو «الكروكي» وكذا لغريبية وهي حلويات تقليدية تتميز بها باتنة، إضافة إلى حلوى «المقرود» وغيرها من الحلويات.
كما يتميز عيد الأضحى بباتنة بإلزامية صناعة «خبز الدار» الذي يزين رفقة الحلويات موائد العيد، وهو من الأطباق التي لا غنى عنها ويستحسن تحضيرها بالمنزل وبكميات كبيرة لقضاء كل أيام العيد بتناوله مقدما مع اللحم على اختلاف طريقة تحضيره.
فخبز الدار بباتنة ضروري جدا لمائدة العيد ومن العائلات من تفضل طهيه بالمخابز وأخرى بأفران منزلها فالمهم ليس طريقة الطهي بقدر ما يكون حضوره أكثر من ضروري طيلة أيام العيد، وتفوح المنازل هذه الأيام روائح خبز الدار الزكية الذي يعتبر من الأطباق الرئيسية أيضا في رمضان ولا يمكن تخيل مناسبة عيد الأضحى بدونه فمذاقه اللذيذ ورائحته الشهية تكون إعلانا صريحا بقدوم عيد الأضحى.

 التوابل.. الحاضر الأقوى
ما يميز تحضيرات العيد أيضا هو الإقبال الكبير على اقتناء مستلزمات الطهي من خضر وفواكه غير أن الأهم قبل هذا هو التوابل أو لحرور كما هي معروفة بباتنة،  إضافة إلى الملح والفلفل التي تحتاجها ربّة البيت في إعداد بعض المأكولات الشعبية الخاصة بالمناسبة والتي تحضرها في أول أيام العيد وهي مكونات لا غنى عنها في طهي هذه الأكلات كالكسكسي والبكبوكة، فضلا عن العصبان، البوزلوف والدوارة وأخيرا تحضير لحم القديد أو «لخليع» كما هو معروف بتخصيص جزء من لحم الأضحية وإضافة مختلف التوابل إليه ونشره على حبل أمام أشعة الشمس ليتحوّل بعد مدة إلى لحم يابس يدخر للشتاء لتحضير أطباق أخرى مميزة كالعيش مثلا.

 دعوة لرفع البلاء
بهذه الطريقة المميزة، تستعد عائلات باتنة لاستقبال عيد الأضحى بتحضيرها لمختلف المستلزمات من سكاكين وآلات الشواء والتوابل، قصد إعداد مختلف الأطباق الجزائرية الشهية، لافتة إلى أنها تنتظر العيد بشغف كبير، وتتطلّع لإحيائه كالأعوام الماضية متضرعة من الله عز وجل أن يرفع الوباء عن الجزائر لتعود الحياة لطبيعتها خاصة ما تعلّق بالأجواء العائلية والروحانية الخاصة بالمناسبة من زيارة للأقارب والاحتفال معهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024