شاطئ واد ازهور الجنة المنسية بالميلية

إمكانات طبيعــية هـائلة ونقائص متعـددة

جمال كربوش

بني فرقان؛ من المناطق العذراء التي ما زالت تبحث لها عن موقع في الخريطة السياحة الرسمية بولاية جيجل، فرغم موقعها الجغرافي الهام، وطبيعتها الفاتنة الخلابة، ومناطقها التي تسحر العيون وتلهب القلوب، في صورة متمازجة بين زرقة البحر وخضرة جبالها، ما زال شاطئ «واد ازهور» مغلقا وما زال المواطنون يطالبون صراحة بفتحه خلال الموسم الصيفي، وبين هذا وذاك آمال وواقع.

تتواجد بني فرقان في موقع نادر، بين ولايتي جيجل وسكيكدة، تتمتع هذه المنطقة بغطائها النباتي الكثيف، وغاباتها التي تزينها أشجار البلوط والأحراش، كما تحتوي على شاطئ يسمى بشاطئ «واد ازهور» الذي يمتد على مسافة 03 كيلومتر، وبجانبه سهل تتخلله سلسلتين جبليتين، تلامسها مياه البحر، وبجانبها واد يسمى بوادي الزهور، الذي أضاف للمنطقة نكهة أخرى، وزاد هذا الفسيفساء الرباني جمالا، لكن عدم إدراج شاطئ واد ازهور ضمن الشواطئ المسموحة للسباحة في ولاية جيجل منذ العشرية السوداء تسبب في معانات سكانها، وفي معانات بلدية الميلية في حدّ ذاتها، لأنها تمتلك منطقة لا نظر لها في الوطن لكنها ما زالت خارج مجال التغطية، وفي خانة النسيان، تنتظر من يبعث فيها طقوس الجمال والسحر.

 نقائص بالجملة تعيق السكان واستقبال الزوار
خلال تواجدنا بالمنطقة وحديثنا مع بعض من سكانها، اتفق الجميع على ضرورة إعادة إحياء المنطقة من جديد، وفتح شاطئها أمام المصطافين، لأن ذلك سيبعث فيها حياة جديدة، وسيساهم في تنميتها، خاصة مع تحسّن الظروف الأمنية بصفة عامة في الولاية والوطن، وهو ما يزيد من حماستهم واستعدادهم لاستقبال الزوار.
وبالرغم من النقائص المسجلة على مستوى المشاتي المبعثرة، يطالب الأهالي بتدخل السلطات المحلية لإعادة فتح شاطئ واد ازهور، الذي سيكون إضافة حقيقية للتنمية، وفرصة لخلق موارد مالية جديدة لبلدية الميلية، وفرصة لخلق مناصب شغل جديدة حتى ولو كانت موسمية.
 لكن قبل تحقيق ذلك، يؤكد بعض من محدثينا على ضرورة التكفل بالنقائص التي لا تزال مصدر قلق بالنسبة لهم، لأنها تزيد من معاناتهم بشكل يومي، وقد تكون من العراقيل المؤثرة سلبا في حالة تدفق السياح.
وأشار محدثينا إلى ضرورة ترميم الهياكل القديمة على الشاطئ، التي أصبحت في وضع كارثي، إعادة فتح المخيمات الصيفية في المنطقة بعد ترميمها وتهيئتها، مع فتح منافذ جديدة للشاطئ بغية ربطه بالطريق المؤدي إلى قرية اعميرة، وترميم نفس الطريق، كذلك تزويد الشاطئ بمياه الشرب، وإنجاز مرافق عمومية كالمراحيض والمرشات، والإنارة، والأهم ـ حسبهم ـ إنجاز حديقة عمومية يمكن أن تستقطب الزوار خارج الشاطئ وإنشاء فضاءات للراحة وفضاءات ترفيهية ورياضية، مع إنجاز حظيرة للسيارات، وفتح خطوط النقل من وإلى المنطقة.
كما نسجّل بعض من النقائص التي تتطلب التدخل العاجل وتتعلق بانشغالات ويوميات المواطنين، ومنها تهيئة الطرق في عدة محاور منها طريق افتيسن نحو أورار، وكذا طريق بوبازيل، إضافة إلى الشبكة الكهربائية بنفس المنطقة، والمطالبة بتهيئة المنابع المائية العمومية في عدة أماكن، وتوسيع التغطية بالإنارة.

 حملات تطوعية لاستقطاب السواح
أصبحت حملات تنظيف المحيط على مستوى المنطقة عادة، يمارسها السكان قبل حلول موسم الإصطياف، إضافة إلى عمليات تنظمها السلطات المحلية، ورغم أن الشاطئ لم يفتح بشكل رسمي إلا أنه يبقى مصدر استقطاب كبير للسواح من الشرق الجزائري ومن سكان الولاية، خاصة البلديات الشرقية المحيطة بدائرة الميلية، فنسجل كل سنة عدة حملات لتنظيف المحيط، يشارك فيها المواطنون والسلطات المحلية والجمعيات بمختلف فعالياتها واهتماماتها، بداية بتنظيف الشبكات وحواف الطرق، وتنظيف الشاطئ من مختلف النفايات والأوساخ.

 فتح شاطئ واد ازهور بني فرقان مطلب
في إطار المساعي الرامية لفتح شاطئ بني فرقان بالميلية، أكدت رئيسة لجنة الري، الفلاحة، الغابات، الصيد البحري والسياحة بالمجلس الشعبي الولائي بلال ليلى أن الموضوع تمّ التطرّق إليه خلال الدورة العادية الأولى للمجلس الشعبي الولائي، أين تناولت الحصيلة السنوية لنشاطات الولاية لسنة 2020، ومن خلال التقرير الذي قدّمته رئيسة اللجنة فقد طالبوا بضرورة العمل على فتح شواطئ جديدة بالولاية على غرار شاطئ بني فرقان.
 وفي هذا الصدد، أشارت أن الشاطئ عرف خلال مواسم الاصطياف السابقة توافدا كبيرا للمصطافين، نظرا للعذرية التي يتمتّع بها الشاطئ والمنطقة ككل، ولجمال الطبيعة الذي تعرف به المنطقة، وهدوئها وسهولة الولوج إليها، مرورا بالطريق المعبد ابتداء من بلدية الميلية، مع اقتراح إنشاء جسر يعبر واد الزهور، الذي يؤدي إلى الشاطئ مباشرة، تفاديا للمرور بجانب المرملات المتواجدة هناك.
اعتبرت السيدة بلال فتح الشاطئ مكسبا كبيرا للولاية بصفة عامة، من شأنه امتصاص الضغط الرهيب المسجل على الشواطئ الأخرى المفتوحة وعددها 33 شاطئا، والذي يمكنه أن يكون مصدر لموارد مالية جديدة لبلدية الميلية، هذا من خلال تهيئة وكراء الهياكل السياحية التي يمكن أن تنشأ في المنطقة، بما فيها المخيمات الصيفية والأكشاك وحظائر ركن السيارات..، وبذلك تنظيم وتقنين التوافد المسجل على المنطقة وضمان سلامة وأمن السياح والمصطافين.
وتؤكد أن عملية فتح الشاطئ تعد مطلبا سابقا ودائما للجنة، كما تمّ خلال تقييم موسم الاصطياف لسنة 2018، وعند زيارة اللجنة الوطنية والوزارية الخاصة بفتح وتهيئة الشواطئ الجديدة خلال سنة 2019.
وتؤكد السيدة بلال، أن اللجنة المختصة بالمجلس الشعبي الولائي قد طالبت بدراسة إمكانية انجاز طريق ساحلي سياحي في الجهة الشرقية من الولاية، والذي يربط ذات الشاطئ «بني فرقان» بشاطئ «خيري واد عجول» على المدى المتوسط، وربطه بالبلديات الشرقية لبلدية جيجل مستقبلا مرورا بالمحمية الطبيعية «لبني بلعيد»، خاصة أن هذا الطريق ستكون له أهمية استراتيجية في الميدان السياحي والإيكولوجي والبيئي، ويساهم في تخفيف الضغط المروري الذي يعاني منه الطريق الوطني رقم 43، خلال مواسم الاصطياف، كما سيساهم هذا الطريق في فكّ العزلة على القرى والمشاتي على نفس المحور، والخفض من المسافات للوصول إلى شاطئ بني فرقان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024