«ردم تقني» تحت الرمال 

تحايل للتخلّص من القاذورات على الشواطئ

بومرداس: ز/ كمال

انتقلت النفايات والأوساخ «ميزة» ديكور الطرقات والفضاءات العامة على مدار السنة، لتستقّر تحت شمسيات المصطافين هذه الأيام الصيفية ببومرداس، وتحديدا وسط العائلات  التي اكتشفت تقنية غير مكلفة وصديقة للبيئة وهي عملية «الردم» تحت الرمال لكل أنواع وأشكال المخلفات المنزلية بما فيها حفاظات الأطفال.
   
  وجدت أغلب العائلات الجزائرية التي تدفّقت بقوة على شواطئ بومرداس هذه الأيام بعد كبت جائحة كورونا، طريقة مثلى للتنفس والتخلّص من تبعات النفايات المنزلية والأكياس السوداء التي تلازم كل صباح وفي كل وقت الآباء والأطفال المكلفين على مضّض تفريغ هذه الشحنة في إحدى الحاويات القريبة أو ما جاورها وهم متوجهين إلى المدرسة لتلقي العلم والثقافة البيئية. 
تحوّلت رمال الشواطئ إلى مدفن سري لبقايا الأكل والوجبات وقارورات البلاستيك في سلوك لا يخرج عن مفهوم «عندما تتعدى عتبة بيتك انتهت مسؤوليتك»، وهي جملة مستخلصة من كتابات أحد المفكرين الغربيين الذي تساءل، لماذا تحرص العائلات في بلاد العرب والمسلمين على نظافة بيوتها وتهمل ما خارج أسوارها وكل ما هو عام؟.
قام عمال النظافة لمؤسسة «مادينات» والكثير من الجمعيات الناشطة في مجال البيئة باستخراج عشرات الأكياس المحملة بالنفايات والمخلفات البلاستيكية أياما فقط قبل افتتاح موسم الاصطياف في إشارة إلى حسن نية ورسالة إلى المصطافين والعائلات القادمة إلى الشواطئ بحثا عن الراحة والاستجمام وهروبا من لهيب الحر، بأنكم مرحب بكم وتصرفوا كأنكم في بيتكم من حيث رتابة السلوك، والالتزام بأدنى قواعد الحس المدني والأخلاقي في مجال النظافة وترك المكان مثلما وجدتموه للآخرين وكما تحبون أن تجدوه، لكن ما نراه هذه الأيام من تصرفات عشوائية وغير مسؤولة للكثير من المصطافين يطرح إشكالية أخلاقية وتربوية عميقة لن تفلح معها حملات التوعية والتحسيس بعيدا عن الردع والغرامات.
المثير في هذه القضية، أن الكل في الجلسات والحوارات الخاصة والعامة يتحدث ويتغنى بأهمية النظافة وضرورة حماية البيئة والمحيط خاصة في هذه الأيام التي تشهد ارتفاع درجة الحرارة وخطورة انتشار الأوبئة والأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات الضارة والمياه الملوثة، كما أن الكل يشتكي من الآخر ويلومه على تصرفه، لكن السؤال من هو هذا الآخر؟، هو أنا وأنت وآخر ضمير مستتر تقديره هو، هذا المجهول الذي تحمل ويتحمل كل أوزار سلوكاتنا المجتمعة التي فقدت كل معاني التحضر.   

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024