جبال «الإيدوغ» بعنابة

السياحة الجبلية مقصد الشباب وهوّاة المغامرة

عنابة: هدى بوعطيح

باتت جبال «الإيدوغ» اليوم بعنابة وجهة سياحية بامتياز، يقصدها السّائحون من داخل وخارج الوطن، وذلك لروعة المكان وجاذبيته، فهي عبارة عن سلسلة جبلية تقع بين ولايتي عنابة وسكيكدة بشمال شرق الجزائر، تصل أعلى قمة بها إلى 1008م وهي قمّة «بوزيزي»، جبال تكسوها الثلوج في فصل الشتاء، وتكتسي حلة خضراء في فصل الصيف.
طبيعة خلاّبة، جعلت عشّاق الطّبيعة والمساحات الخضراء يتوافدون على جبل «ايدوغ» الذي يمتد من رأس الحمراء شرقا إلى رأس الحديد غربا على مسافة تقدّر بـ 70 كلم تقريبا، حيث مرّت عليه العديد من الثقافات والحضارات على غرار الرّومان، الفينيقيّين، العرب والأمازيغ. إلى أن جاء الاستعمار الفرنسي عام 1830 فاستوطنت به العروش التي أتت من مختلف ربوع الوطن (العرب، الجبايلية، الشاوية، البربر) وغيرها من القبائل ـ بحسب بعض الدّراسات ـ ومعظم السكان الذين يسكنون هذا الجبل يعرفون في عنابة بـ «الجبايلية» نسبة إلى جبل «الإيدوغ».
فسكان بونة وما جاورها يلجأون إليه يوميا، بحثا عن الهواء النقي والهدوء والابتعاد عن صخب المدينة، وهروبا من لفح الشّمس والرّطوبة العالية، على اعتبار أنّه يتميز بهوائه المنعش ولطافة جوّه في عز فصل الصيف، بفضل أشجاره الكثيفة، حيث أنّ معظم مساحة  السلسلة مغطاة بغابات متوسطية مكونة من مختلف أنواع الأشجار النادرة، فجمالية «إيدوغ»  أدّى إلى ترقيته وتصنيفه إلى محمية طبيعية. تاريخ 09 ديسمبر 2020، بعد أن تمّ الحصول على موافقة أعضاء اللجنة الولائية للمجالات المحمية على تصنيفه كمجال محمي يشمل المنطقة الغابية والبحرية.
 التّرويج لجمالية المدينة وإنعاش السّياحة
تعتبر جبال «الإيدوغ»، واحدة من المناطق التي تساهم في إنعاش السياحة الداخلية، على وجه الخصوص السياحة الجبلية، حيث يمكن القول إنّها مقصد الشباب بالدرجة الأولى، على اعتبار أنّها مكانهم المفضل لممارسة رياضة الجبال، السباقات الجبلية، الألعاب الرياضية المائية والشاطئية والطيران بالمظلات، وهي الرّياضات التي يعشقها جل السياح القادمين من خارج الوطن أيضا، والذين يغادرونها وكلّهم أمل في العودة إليها مرة أخرى.
وإن كانت جبال «الإيدوغ» تعرف اليوم إقبالا أقل مما كان عليه في السنوات السابقة، بسبب جائحة «كوفيد-19»، والتي ما تزال تخيّم بضلالها على السياحة في عنابة، إلاّ أنّها تستقطب اليوم هواة المغامرة والتخييم من داخل الوطن، لا سيما أبناء بونة الذين لا يفوتون عليهم فرصة الاستمتاع بذلك، لتكون هذه الجبال وجهتهم الأولى مع حلول موسم الاصطياف.
ويسعى شباب من أبناء هذه المدينة المضيافة إلى الترويج لجمال مدينتهم وإنعاش السياحة بها، من خلال خلق نوادي مهمتها التعريف بالمكنونات الطبيعية والتراثية لجوهرة الشرق بونة واستقطاب عدد كبير من السياح، حيث تكون بدايتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم أحد أهم الروافد التي تساعد على تسليط الضوء على جمالية الجزائر، وما تزخر به من مواقع تمكّنها من أن تكون مقصدا للزوّار من داخل وخارج الوطن على وجه الخصوص.
خرجات لممارسة رياضة الجبال
يعتبر نادي «مغامرات سيرايدي» واحدا من النوادي الجزائرية الذي يسعى إلى استقطاب العديد من الشباب للمشاركة في دورات رياضية ترفيهية وترويجية للسياحة عبر جبال «الإيدوغ»، حيث يعتبر النادي جمعية رياضية متعدّدة الاختصاصات أنشأتها مجموعة من الشباب من منطقة سيرايدي.
وحسب أحد مؤسّسيها «منذر رزاق»، فإنّ النّادي يهدف بالدرجة الأولى إلى تشجيع السياحة البيئية، خاصة بمنطقة سيرايدي التي تعدّ من أشهر المناطق السياحية بعنابة، مضيفا بأنهم يعملون على تشجيع جميع الرياضات التي تنظم خارج القاعات، حيث يقومون بخرجات لما يقارب 100 شخص، وممارسة رياضة الجبال، السّباقات الجبلية، والألعاب الرياضية المائية والشّاطئية والطيران بالمظلات، ناهيك عن تنشيط مباريات في كرة السلة والكرة الطائرة على الرمال، وتنظيم جولات في البحر بالقوارب الصغيرة عن طريق التجديف لاستكشاف الممرات المائية الموجودة بين الصخور والكهوف غرب الشاطئ الرملي الطويل الذي يمتد على مسافة 1200 متر.
في ذات السياق، أكّد المتحدث بأن النادي يستقبل سياحا من مختلف جهات الوطن، يهدفون من خلال نشاطهم، جلب انتباه أكبر نسبة من السياح الأجانب على المدى البعيد في إطار التعريف بالمكنونات الطبيعية لبونة، مشيرا إلى أنّ الاتصال بهذا النادي يتم بالدرجة الأولى عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، لتسهيل مهمة التواصل مع مختلف الفئات الراغبة في استكشاف هذه المنطقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024