ظاهرة تتسبّب في حالات غرق سنويا

خطر السّباحة في البرك والمجمّعات المائية بورقلة

ورقلة: إيمان كافي

 التّوعية الأسرية الحل الأمثل لمجابهة الظّاهرة

 عدوى الأمراض خطر يغفل عنه المواطنون

تشكّل ظاهرة السّباحة في البرك والمجمّعات المائية، أحد أكثر المظاهر الخطيرة التي تتسبّب سنويا في حصد أرواح الأطفال والشباب في العديد من المناطق بولاية ورقلة، والذين يرتفع معدل ارتيادهم للبحيرات و»الخنادق» ومصادر ومسالك السقي عبر غابات النخيل خلال الفترة الصيفية.
يبرّر بعض الشباب من مرتادي هذه المواقع بورقلة، سبب لجوئهم إلى هذه المناطق بالارتفاع الكبير لدرجات الحرارة الذي تشهده المنطقة، والتي تدفع بهم إلى السباحة في البحيرات و»الخنادق» و«­العيون» غير بعيد عن المناطق الفلاحية، كما يرى الكثير منهم أنها حلا بديلا لهم، على ضوء غلق المسابح العمومية بسبب إجراءات كورونا.
ويطالب بعض ممثلي المجتمع المدني في هذا السياق من الجهات الوصية، إعادة النظر في قرار غلق المسابح في أوجه الشباب والأطفال، معتبرين أنّ من شأن هذه الخطوة السماح لهذه الفئة من الاستمتاع بالعطلة الصيفية عبر الهياكل المتوفرة بالولاية، مع اتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع انتشار الوباء.
ومن أجل القضاء على السباحة في البرك والمجمعات المائية والخنادق الممنوعة وتوعية الشباب بمخاطرها، أطلقت مصالح الحماية المدنية لولاية ورقلة بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، حملة تحسيسية توعوية ودَعَت الأولياء لتحذير أبنائهم من السباحة في هذه المواقع.
هذه الحملة انطلقت منذ أكثر من شهر ما زالت متواصلة طوال فترة الصيف تهدف الى تقديم عدة نصائح وإرشادات بعدم التوجه إلى هذه المناطق للسباحة، باعتبارها غير محروسة بالإضافة الى أخطارها الكبيرة، لعل أهمها الغرق المؤدي إلى الموت، فالأرضية غير الصلبة والطينية التي تتميز بها، قد تؤدي إلى الانزلاق والغرق، هذا عدا الحشرات السامة والعديد من المواد المتواجدة مثل الزجاج والنفايات المتراكمة داخلها.

الغرق والإصابة بعدوى الفيروس الكبدي أهم الأخطار
بهذا الصدد، قال محيي الدين ميموني المكلّف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية ورقلة، إنّ هذه البرك والمجمعات المائية ومواقع السباحة غير المحروسة وغير معروفة العمق، حيث قد يفوق عمقها 15 أو 16 متر، تعد خطرا حقيقيا بالنسبة للأطفال والشباب، مؤكّدا على أنّ دور الأولياء في حماية أبنائهم والحرص على حياتهم وحراستهم، ومنعهم من التنقل إلى هذه المناطق ضروري للغاية، من أجل تفادي تسجيل حالات غرق هذه السنة.
بالإضافة إلى خطر الغرق المؤدي إلى الموت، تشكّل هذه التجمّعات المائية إحدى حاضنات الأمراض المعدية والمتنقلة عن طريق المياه، وفي هذا السياق يقول الدكتور سفيان بن مير، طبيب عام، إن للسباحة في البرك والمجمّعات المائية على الجانب الصحي للفرد، حيث قد تؤدي إلى إصابته بأمراض متعدّدة على غرار الإصابة بالفيروس للكبدي «أ» وبدرجة أقل الفيروس الكبدي «سي»، وهو أخطر الأنواع المرضية المتنقلة عن طريق المياه الراكدة، كذلك هناك خطر الإصابة بالميكروبات المعدية، أمراض معدية أو الديدان الكبدية والفطريات المعوية والكوليرا، الذي يعد أخطر هذه الأمراض التي تنتقل عبر المياه الراكدة، كذلك تسبّب الإصابة بأمراض جلدية على غرار الحساسية والطفح والفطريات الجلدية، بسبب المكونات الموجودة في الماء، خاصة أن بعض المبيدات الفلاحية تصل إلى غاية هذه المجمعات المائية، مضيفا أن الأشخاص الذين يتردّدون كثيرا على هذه المجمعات المائية من أجل السباحة، يصبحون حاملين للمرض وغير متأثرين به ممّا يساهم في نقل الأمراض خارج إطار الجماعة التي تلجأ لهذه المواقع للسباحة وينتقل إلى أشخاص آخرين.

«الترياق»..التّوعية الأسرية لإبعاد شبح الموت غرقا
من جهتها، أولت جمعية «الترياق» الصحية أهمية كبيرة هذه السنة للتوعية بخطر السباحة في البرك والبحيرات، وقال رئيس الجمعية فوزي بن منصور في حديث لـ «الشعب»، إنّ في ورقلة تتواجد الكثير من هذه المواقع، غير البعيدة عن المناطق الفلاحية وداخل الغابات مثل «العيون» وبعض «الخنادق» والبرك في منطقة الرويسات ومناطق أخرى مجهولة العمق، كما أن نوعية المياه غير الصالحة للسباحة تثير الكثير من المخاوف.
وأشار إلى أنّ ولاية ورقلة كل سنة، تسجّل حالات غرق مماثلة في البرك والبحيرات على غرار بحيرة حاسي بن عبد الله، مضيفا أن التوصية الواجب التأكيد عليها هي التوعية الأسرية.
وعن الحملة التي تنظّمها الجمعية، قال إنّ الفريق يتشكل من طبيب عام وأستاذ في الإسعافات الأولية وممرضين مستمرّة، ومتواصلة من أجل توعية مواطني المنطقة بخطر السّباحة في البرك والمجمّعات المائية، كما ستشهد برمجة زيارات ميدانية عبر كامل تراب الولاية للأماكن التي يفضّلها الأطفال للسباحة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024