الأطفال.. أكبر المستمتعين بها

الدراجات الهوائية هواية صيفية بامتياز في واد سوف

فتيحة كلواز

تتحوّل الدراجة الهوائية مع حلول فصل الصيف إلى هواية مفضّلة لكثير من الأطفال، فتراهم في مختلف الأحياء والشوارع يركبونها بسعادة وفرحة عارمة، لكن غالبا ما يستمتعون بعيدا عن أعين أوليائهم ما يضعهم في خطر داهم قد يكون سقوطا أو دهسا أو اصطداما تكون فيه حياة الطفل الخسارة الأكبر.

أكد مواطنون لـ» الشعب» أن الهواية رقم واحد عند الأطفال صيفا قد تتحوّل الى سبب في وفاتهم أو اعاقتهم إذا غابت عنها مراقبة الأولياء ومتابعتهم وكذا عند ممارسها بعيدا عن الأماكن المخصّصة لها كالحدائق والمتنزهات.

دراجات تزاحم السيارات
هي هدية اشتراها لابنه بعد نجاحه في شهادة التعليم الابتدائي، محمد شاهر  التقته «الشعب» بمحل لبيع العاب الأطفال، سألته عن سبب تفضيله للدراجة الهوائية فأجاب قائلا: «أتيت إلى هنا لاقتناء دراجة هوائية لابني بعد أن اشترط علي شراءها إن نجح في شهادة التعليم الابتدائي بمعدل جيد، لذلك وبعد صدور النتائج وحصوله على معدل 8 من عشرة التزمت بالوفاء بوعدي، وها أنا اليوم في هذا المحل لشرائها».
وعن أسعار هذا النوع من الألعاب، لاحظ محمد: «ارتفعت أسعار الدراجات الهوائية في السنوات الأخيرة خاصة في السنة الماضية، حيث وصل سعر بعضها الى 70 ألف دج، طبعا السعر مرتبط بنوع الدراجة، لكن تبقى أسعار الدراجات الموجهة لاستعمال الأطفال باهضه ومرتفعة، فليس بمقدور كل الأولياء شرائها لأبنائهم الذين يفضلون اللعب بها في فصل الصيف».
أما عبد الله مساجني فيرى أن الدراجة الهوائية تحوّلت إلى لعبة خطيرة على الأطفال خاصة في الأحياء والمناطق السكنية التي تعرف حركة مرور كثيفة، وقال لـ»الشعب» في هذا الصدد: «لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول اللامبالاة التي يعامل بها الأولياء أبناءهم، فهم يشترون الدراجة الهوائية لأطفالهم ويتركونهم في الشوارع يتسابقون ويُسابقون السيارات في الطرقات، بعيدا عن مراقبتهم، وعندما تقع الكارثة يُحمل سائق السيارة مسؤولية حادث كان بالإمكان تفاديه لو تحمّل الأولياء مسؤوليتهم اتجاه أطفالهم».
وروى عبد الله حادثا أودى بحياة طفل لا يتجاوز عمره عشر سنوات قائلا: «وقع الحادث منذ أربع سنوات، كنت حينها ذاهبا الى مستشفى زميرلي بالحراش، لنقل والدي الى الإستعجالات بعد إصابته بنوبة سعال حاد، وفي اثناء سيري وجدت نفسي وجها لوجه مع طفل كان يتسابق مع أصدقائه بدراجة هوائية، في أقل من ثانية اصطدمت بالطفل الذي سقط أرضا ودخل في غيبوبة مدة شهر كامل، كان الموت نهايتها المحتومة،.. تسبب الحادث في إصابتي بصدمة نفسية جعلتني أهجر مقود السيارة لأكثر من سنة ولولا والدتي لما قدتها أبدا، فصورة الطفل تلاحقني في كل مكان، رغم أن الخطأ ليس مني بل خطأ أب اشترى لطفله وسيلة ليسعده فتحولت بسبب لا مسؤوليته وتهاونه وتخاذله ولامبالاته إلى وسيلة قتل حقيقة».
في ذات السياق أكدت جميلة عليق، أم لطفلين خطورة الدراجة الهوائية في يد طفل يبحث عن اللهو واللعب بعيدا عن أعين والديه، حيث قالت لـ»الشعب»: «في أغلب الحالات يشتري الأولياء دراجة هوائية لطفلهم دون التفكير في شراء الملحقات التي تساعد على حماية الطفل عند سقوطه كالخوذة التي تباع حسب سن الطفل وواقيات الكوع والركبة، إلى جانب المنبّه الصوتي الذي يتمّ استخدامه بأقل جهد ممكن، بالإضافة إلى الكشّاف الضوئي الذي يعتبر من الاكسسوارات الضرورية للدراجة الهوائية في الليل».
وأوضحت في حديثها إلى «الشعب» قائلة: «في كثير من المرات واثناء تنقلي ليلا الى «تامنفوست» أجد كثيرا من الأطفال يتجولون في الشوارع وقبالة الشاطئ بدراجاتهم الهوائية دون وضع كاشف ضوئي، خاصة في المناطق التي لا توجد بها إنارة عمومية، الأمر الذي يجعلهم عرضة لخطر الوقوع ضحية حادث سقوط أو اصطدام عواقبه قد تكون وخيمة، لذلك أفضّل أن يمنع الأولياء أبناءهم من التجوّل بدراجاتهم الهوائية ليلا حتى لا يقعوا ضحية حادث قد يكون قاتلا في غياب الوعي الكافي وعدم تحمّل المحيط مسؤوليته اتجاه الأطفال».
ويرى سمير عزوزي أن الدراجة الهوائية أصبحت أهم المظاهر الصيفية خاصة في المناطق الساحلية والأحياء التي تعرف إقبالا كبيرا عليها، بل تحوّلت الى أحد أهم الألعاب المفضلة للأطفال، لكن على الأولياء أن يتحملوا المسؤولية في الحفاظ على سلامة ابنائهم بإبقائهم بعيدين عن الخطر، حيث قال في هذا الصدد:
«يشكل ركوب الدراجة الهوائية خطرا كبيرا على الأطفال، خصوصا في حال إهمال الأهل وعدم متابعتهم لهم، بالسماح لهم ركوبها في الشارع العام أو الطرق التي تعرف حركة مرور كثيفة بدلا من الأماكن المخصّصة لها كفضاءات الترفيه والتسلية، فإلى جانب تهور بعض الأطفال في قيادة الدراجة خاصة عند دخولهم في سباقات «من الأسرع»، يتعرضون أيضا الى خطر السقوط أو تعطل مفاجئ في العجلة أو المقود أو سرعات الدراجة الهوائية، لذلك كان من الضروري إبقاءهم تحت المراقبة المستمرة عند ركوبها من خلال مرافقة الاولياء لهم».
وأضاف عزوزي، أنه من الضروري تعليم الطفل قواعد السلامة والأمان قائلا: «في كثير من الأحيان يكون هؤلاء الأطفال عرضة لعملية دهس بسبب تهورهم وعدم إلمامهم بقواعد السلامة والأمان، فإلى جانب توفير كل وسائل الحماية للطفل من خوذة ومنبه صوتي وضوئي، يجب إعطاءه أيضا المعلومات الكافية عن طريقة الاستخدام الآمن للدراجة الهوائية من خلال اصطحابهم إلى الحدائق العمومية كحديقة الحامة أو فضاءات التسلية كمتنزه «الصابلات» بعيدا عن السيارات والشوارع المزدحمة».س
 وأشار في سياق حديثه، إلى أهمية توعية الأطفال حول الاخطار المحيطة لتفادي الأسوأ، من خلال التشديد عليهم بالابتعاد عن الشوارع قدر الإمكان وممارسة هواية ركوب الدراجات الهوائية في الأماكن المخصّصة لذلك، ملاحظا أن الكثير من الأحياء لا يوجد بها مثل هذه الأماكن، ما يضطر الأطفال إلى «مزاحمة» السيارات في الطرقات المخصّصة لسير المركبات والشاحنات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024