نتقدم بأجمل عبارات الإمتنان و العرفان المغلفة بباقات التهاني لأطفال الجزائر و لكل أطفال العالم ..لنقول لهم بكل حب وتقدير ..أنتم لستم مخلوقات صغيرة تحتمي بنا وتعتمدون علينا نحن الكبار في كل صغيرة و كبيرة وكفى ..بل أنتم أبطال في أجساد جميلة ..أنتم أرواحا بريئة ..أنتم القلوب النقية و أنتم زينة الحياة الدنيا ..نعم أنتم أبطال في زمن أجبر الإنسانية على تغيير نمط معيشتها فبعدما كانت الحياة تسير بوتيرة متسارعة في كل الميادين ،،تلك الوتيرة التي لم تنصف نوعا ما الرعاية اللازمة للطفولة ..فهل ينكر أحدنا بأن الحياة قبل كورونا هي نفسها بعدها ؟وهل كان للوالدين الوقت الكافي للإقتراب أكثر من أطفالهم و احتوائهم بل واكتشاف مهاراتهم التي فاقت صقف توقعات الجميع؟!
وإن كانت هجمة كورونا المفاجئة للعالم قد أزهقت أرواحا وسببت ماسببته من أحزان و خوف و هلع فإن شجاعة الأطفال كانت بالمرصاد نعم كانت خلف أعين تترقب بصيص أمل سيتحقق يوما ما و كانت ضمن رسومات معبرة عن مدى صبرهم عن ملذات الحياة التي سيخرجون إليها قريبا بإذن الله..وكانت بين أسطر قهرت جائحة كورونا وأرغمتها على الهزيمة .أفلا يعتبر اكتشاف اطفالنا انتصارا لهم؟أولم يكن الحجر الصحي في صالح الطفولة ؟أولم تعش أغلب الأسر أجمل الأوقات بالقرب مع فلذات كبدها ؟أولم يُكسر روتين الأولياء من خلال مكوثهم في المنازل و أعينهم على أطفالهم و بكل ما تحمله كلمة رعاية من معنى؟
فبكل فخر و ثقة و أمل بالحياة وعلى لسان كل الطفولة نقول عفوا لقد هزمتك براءة أطفالنا يا كورونا .
ونتنمنى أن يكون دور انهزام الحروب في القريب العاجل على يد الطفولة فسحقا لحياة منغصة وأيام و ليال حالكة لأطفال باتوا بين عشية و ضحاها ضحايا معارك طاحنة ذنبهم الوحيد و الأوحد هو كونهم مستضعفين و أبرياء وفقط .