«أنا لاعترف بنتائج هذه الانتخابات وسأحتج عليها بكل الطرق السياسية والقانونية بعيدا عن كل الاعتبارات الشخصية فما يهمني اليوم هي الدولة ومصير الشعب»، هي أول عبارة استهل بها المرشح علي بن فليس خطابه الصحفي عقب الإعلان الرسمي عن نتائج الاستحقاقات الرئاسية من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية، حيث أكد أن العملية عرفت نوعا من التجاوزات غير أنه أضاف قائلا «إني لم أهزم بواسطة التصويت الشعبي ولم افشل في سباق شريف وعادل».
حمل بن فليس مسؤولية فشله في المعترك السياسي إلى تحالف يحمل ـ حسبه ـ أسماء ثلاثة وهي التزوير، المال المشبوه، وبعض وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن التصويت لم يتم بطريقة سلمية وصريحة. وقدم بن فليس في هذا الشأن بعض التوضيحات حول الأسباب التي يرى أنها وقفت ضد فوزه في هذه الاستحقاقات والتي أرجعها إلى «بعض التجاوزات المسجلة ببعض مراكز الاقتراع وعدم تحلي الإدارة المحلية بواجب الإنصاف والحياد والنزاهة».
ودعا في سياق حديثه إلى تجمع وطني واسع خدمة للجمهورية وجمع شمل القوى السياسية والاجتماعية التي يجب أن تؤكد بأن الإرادة الشعبية ذات وزن، وبأن لصوت المواطنة قيمة، وبأن الممارسة الديمقراطية ضرورة ملحة وان التغيير لن يأتي إلا بمقاومة شعبية سلمية ولم شمل قوى التغيير وانطلاقا من أن القوى السياسية والاجتماعية الحاملة للبديل الديمقراطي هي الحاملة لهذا التغيير.
وابرز بن فليس على ضوء تحليله لنتائج الانتخابات أن مشروعه السياسي للجزائر قد لقي ترحابا لا شك فيه واستفاد في الوقت نفسه من دعم شعبي عريض، فالشعب الجزائر يضيف بن فليس قائلا «ممن تابعوني خلال حملتي الانتخابية قد سنحت لهم الفرصة ليطلعوا بأنفسهم على هذا الترحاب وهذا الدعم» ولن تفلح حسبه النتائج في مسح وإلغاء هذه الحقيقة التي رسخت في كل الجزائريات والجزائريين.
وعليه اعتبر بن فليس أن ترشحه ومشروعه السياسي قد تم تلقيهما بحماس شعبي فاق كل التوقعات وكل أماله الشخصية وان مشروعه قد احدث جوا من الثقة والأمل وعليه يقول «لم اهزم بواسطة التصويت الشعبي ولم افشل في سباق انتخابي شريف».
وأشار بن فليس انه لو تم التصويت بطريقة سلمية وواضحة والإعلان عن النتائج بطريقة لا يمكن دحضها لكان قد قبلها بها ورضخ للإرادة الشعبية باحترام، وفي هذا المقام أعلن انه سيواصل المعركة حيث سيأخذ قريبا الإطار الذي سيعمل من خلاله على الدفاع عن مبادئه السياسية، داعيا مسانديه إلى البقاء متلاحمين والاستعداد للقيام بنضال سياسي جديد من خلال التحلي بالعزيمة والشجاعة والثقة وروح المواطنة والنفس الطويل إلى غاية إنشاء هذا النضال السياسي الذي سيكون في إطار سياسي منظم يشارك فيه كل من آمن بالمشروع الذي حمله من أجل الجزائر.
مناصرو بن فليس يحملون الخسارة إلى الإعلام
حمل أمس مناصرو ومساندو المرشح على بن فليس فشله في الاستحقاقات الرئاسية إلى رجال الإعلام، حيث ثار عدد منهم داخل القاعات دقائق قبل دخول بن فليس إلى القاعة لتنشيط الندوة الصحفية على الصحافيين أين وجه لهم أقصى كلمات الشتم والاهانة، وهو ما أثار في البداية مخاوف الإعلاميين الذين كانوا داخل القاعة غير أن تدخل المنظمين حال دون تأزم الوضع أكثر.