أجواء فرحة وارتياح وترقب ميزت، أمس، مقر حزب التجمع الوطني الديمقراطي، قبيل الأعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية لـ17 أفريل من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز. ورغم التعب الشديد الذي كان باديا على الأعضاء القياديين الذين أطروا ونشطوا الحملة الانتخابية، إلا أن آثاره زالت بمجرد الإعلان عن فوز مرشحهم ممثلا في شخص السيد عبد العزيز بوتفليقة، وكلهم إدراك بأن الانتخابات بمثابة إشارة انطلاق عهدة رئاسية تمتد لخمس سنوات.
تزامن وصول “الشعب” إلى مقر “الأرندي”، أبرز التشكيلات التي ساندت المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، مع وصول أعضاء قياديين ساهموا في تنشيط الحملة الانتخابية، على غرار الطيب زيتوني. وعلى عكس بعض المداومات وكذا مقرات الأحزاب التي كانت فارغة أو أوصدت أبوابها، فإنه تم استقبالنا من طرف أحد الشباب النشطين الذي قادنا مباشرة إلى خلية مجهزة بأجهزة الإعلام الآلي، مفتوحة على قاعة ثانية بها جهاز تلفزيون مضبوط على قناة التلفزيون الجزائري الثالثة، لتتبع الندوة الصحفية لوزير الداخلية المخصصة لإعلان نتائج أي استحقاقات رئاسية كانت أو تشريعية أو محلية، وفق ما جرت عليه العادة.
ولأن الأمر يتعلق بانتخابات رئاسية تختلف عن سابقاتها، قياسا إلى الظروف وكذا درجة التنافس، فإن “الأرندي” الذي رمى بكل ثقله لمساندة المترشح الحر بوتفليقة مجددا في عهدة رئاسية تمتد إلى غاية 2019، لم يدخر “الأرندي” جهدا وكان سبّاقا منذ البداية لدعم المترشح الحر بوتفليقة الذي استطاع افتكاك ما نسبته ٨١.٥٣٪ من الأصوات المعبر عنها، وانخرط في حملة انتخابية لم يكتف بتنشيطها الأمين العام، عبد القادر بن صالح، وإنما كل إطارات الحزب، الذين جابوا كل القطر الوطني.
ورغم أن تتبع عملية الفرز أكد فوز رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بالأغلبية، متقدما على بقية المترشحين، وعلى رأسهم المنافس الأول المترشح الحر علي بن فليس بفارق كبير، إلا أن فرحة ونشوة الفوز لم تمنع عائلة التجمع من متابعة الإعلان عن نتائج الاستحقاق الانتخابي، للاطلاع على النتائج بكل تفاصيلها، سواء النسب التي تحصل عليها المترشح الذي سانده الحزب، أو تلك التي تحصل عليها بقية المترشحين.
بمجرد أن أشارت عقارب الساعة إلى الثالثة والنصف بعد الزوال؛ الوقت المحدد للندوة الصحفية، التحقت أغلب الوجوه البارزة بالقاعة التي اعتادوا الالتقاء فيها طيلة الحملة، وفي مقدمتهم الناطقة الرسمية باسم “الأرندي”، سعدية نوارة جعفر. وقبل ذلك بقليل، دخل عزالدين ميهوبي، ولحق به نسيم سيدي السعيد وكذا نواب من البرلمان إلى جانب مناضلين أغلبهم شباب. ولأن الندوة تأخرت، وهو شيء متوقع في مثل هذه المناسبات، فإنها كانت فرصة لتبادل أطراف الحديث واسترجاع بعض الذكريات، وبروحه المرحة رسم ميهوبي ضحكات على وجوه الحاضرين.
لكن الحديث توقف دقائق قبل الرابعة والنصف بعدما أعلنت مقدمة الأخبار على القناة الثالثة عن بدء الندوة الصحفية، ليخيّم الصمت وتتوجه كل الأنظار إلى الشاشة، لمعرفة النتائج الأولية الخاصة بالمشاركة وكذا النسبة التي تحصل عليها المترشحون عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس وعبد العزيز بلعيد وعلي فوزي رباعين وموسى تواتي ولويزة حنون.
الناطقة الرسمية باسم الحزب:
ارتياح كبير لانتصار الشعب الجزائري
وقد خصت السيدة سعدية نوارة جعفر، الناطقة الرسمية باسم “الأرندي”، جريدة “الشعب” بتصريح بمجرد الإعلان عن النتائج الأولية للرئاسيات. وقالت في هذا الشأن، “يسجل التجمع الوطني الديمقراطي بارتياح كبير هذا الانتصار للشعب الجزائري الذي أثبت مرة أخرى، أنه يتمتع بمسؤولية كبيرة تجاه وطنه”.
و”قد جدد الشعب الثقة بنسبة كبيرة في شخص المجاهد السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي سخر جهده ووقته خلال العهد السابقة لاستعادة الأمن والاستقرار، وإلى إنجاح برامج تنموية عادت بالفائدة على المواطن الجزائري والتي نلمسها أينما حللنا”، أضافت تقول ذات المسؤولة، لافتة إلى أن الانتخابات الرئاسية تصنّف في خانة “نجاح للممارسة الديمقراطية في بلادنا، وذلك من خلال المشاركة في التنافس على منصب الرئاسة من طرف ستة فرسان”.
وأفادت السيدة جعفر في سياق موصول، بأن الانتخابات وطريقة سيرها، “أعطت صورة إيجابية للرأي العام العالمي، تؤكد على أن الجزائر متمسكة بالممارسات الديمقراطية”، مضيفة “بالرغم من تحريض البعض على التشويش على الحملة الانتخابية، فإن الانتخابات الرئاسية جرت في ظروف جيدة، وذلك بفضل تسخير السلطات العمومية لكل الوسائل لتأمينه”.
ميهوبي:
الانتخابات استفتاء على شخص الرئيس بوتفليقة
من جهته أكد العضو البارز في التجمع الوطني الديمقراطي، عزالدين ميهوبي في تصريح لـ”الشعب”، أن رئاسيات 17 أفريل “انتصار للجزائر وللديمقراطية في الجزائر”، لافتا إلى أنها “بمثابة استفتاء على شخص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يمثل الشعب الجزائري ضمانة للاستقرار وللمستقبل”.
وبرأي ميهوبي، فإن “الأهم من الانتخابات ما بعدها، لأن إنجاح العهدة قيمة مضافة في الحياة السياسية”.