موقف التنظيمات النقابية

الاستحقاق الرئـاسـي محطـة حـاسمة

سارة بوسنة/ صونيا طبة

أجمعت أغلب المنظمات النقابية على أهمية الاستحقاق الرئاسي الذي تشهده الجزائر، اليوم، معتبرة أنه فرصة لتسوية انشغالات العمال الاجتماعية والمهنية من خلال الفتح الفعلي لمجال العمل النقابي وتكريس مبدإ المساواة بين الشركاء الاجتماعيين، والاهتمام بالفئات العمالية ودعمها، كونها الركيزة الأساسية لبناء دولة متطورة ومزدهرة على جميع الأصعدة.

«الشعب» نقلت آراء بعض ممثلي مختلف النقابات العمالية حول الانتخابات الرئاسية وتطلعاتهم المرجوة، حيث كانت البداية مع المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، الذي أكد لنا أن قطاع التربية بحاجة إلى إصلاح من خلال الاهتمام بمحتوى البرامج والمناهج والمقررات الدراسية، واسترجاع المكانة اللائقة بالمربي وتجسيد كل النقاط الهامة التي جاءت في برنامجه الانتخابي على أرض الواقع.
ودعا عمراوي الرئيس الجديد، لتخصيص ميزانية معتبرة لهذا القطاع، على غرار الدول المتقدمة، والتي أثبتت تقدمها العلمي والتكنولوجي جراء اهتمامها بالمدرسة، قناعة منه بأن أي تطور حضاري يمر عبر المدرسة، بالإضافة إلى ضرورة تكريس مبدإ العدالة الاجتماعية، وإعطاء أكبر نصيب للحريات، باعتبار أن التعدد الشرعي هو الذي يخلق المنافسة الحقيقية ومبدأ تكافؤ الفرص لكل أبناء الوطن ومحاربة الفساد والرشوة والانحلال بكل هوادة.
برامج ثرية... والتطبيق هو المحك
وفيما يخص محتوى برامج المترشحين، أكد عمراوي أن كل المترشحين أدرجوا حيّزا من برنامجهم لهذا القطاع، بهدف استقطاب أكبر عدد من العمال، والدليل على هذا، بحسبه، الوعود الكثيرة التي أطلقت ولم تجسد على أرض الواقع إلى غاية اليوم.
من جهته، أعرب عبد اللاوي نعيم، الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لعمال البريد، عن أمله في أن يهتم أعلى هرم في السلطة القادم بمشاكل هذه الشريحة العمالية الهامة ويقوم بدوره الحقيقي في معالجة انشغالاتها العالقة منذ سنوات والتي لازالت - على حد قوله - «تراوح مكانها دون أيّ حل، من خلال تكريس مبدإ مصلحة العمال من مصلحة الوطن وليس تبنّي المصالح الشخصية».
أما الأمين العام لنقابة شبه الطبي، الغناشي الوناس، فقد جدد دعمه للمترشح الحر بوتفليقة، مؤكدا أنه الشخصية التي بإمكانها الحفاظ على استقرار البلاد وازدهارها وتحقيق المزيد من المكاسب للعمال، خاصة لفئة شبه الطبي، بعد الإنجازات المحققة على مدار العشر سنوات الماضية، وشدد على أن تنظيمهم يدعم استقرار البلاد، باعتبار أن ذلك ينعكس بالضرورة على العمال والمواطنين.
وأرجع الغناشي سبب دعمه للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، إلى تضمّن برنامجه الانتخابي حلولا جذرية لملف عمال شبه الطبي، مشيرا إلى أن هذه الفئة العمالية ترغب في استمرارية هذا البرنامج الذي أعطى أولوية لرفع الأجور وتحسين الحالة الاجتماعية لهم.
من جانبه، دعا رئيس التنسيقية الوطنية للأئمة الجزائريين، جلول حجيمي، الرئيس المنتخب الجديد، إلى رفع الغبن عن هذه الشريحة الهامة التي تضم العلماء وفقهاء الدين، الذين ضحوا بالنفس والنفيس إبان المقاومة، ودعموا مسار المصالحة وسياسة الوئام المدني أيام العشرية السوداء، مشيرا إلى أن تنسيقيته لازالت متمسكة بقرار مساندتها للمترشح الحر بوتفليقة.
الأمن الوطني مكسب ثمين
انتقد رئيس نقابة الصيادلة الخواص، فيصل عابد، بعض المترشحين في الانتخابات الرئاسية الذين يستعملون أسلوب تخويف الشعب مما هو قادم ويدعون إلى الفوضى والخروج إلى الشارع، مؤكدا أن الجزائر مرت بمراحل صعبة خلال العشرية السوداء، لذلك فهي بأمسّ الحاجة - على حد قوله - إلى الأمن والاستقرار.
ولم ينف عابد اهتمام المترشحين بالمجال الطبي والصيدلي في برامجهم الانتخابية، إلا أنه من الصعب تجسيد جميع مطالب عمال الصحة على أرض الواقع في مدة 5 سنوات، وإنما يتطلب ذلك - على حد قوله - مزيدا من الوقت، مشيرا إلى أن برامج المترشحين نظرية أكثر منها تطبيقية.
وربط رئيس نقابة الصيادلة الخواص تطور وتقدم الجزائر في الميدان الطبي الصيدلي، بالقضاء على مشكل البيروقراطية الذي أتعب - بحسبه - المواطن الجزائري وعرقل النمو الاقتصادي الوطني، داعيا إلى ضرورة معالجة عديد النقائص، بينها فتح الحوار بين الهيئات والنقابات والمسؤولين، لكي تكون هناك متابعة جدية لمختلف القضايا العالقة.
ويرى عابد، أن الناخبين هم أحرار في اختيار الرجل الأنسب الذي سيرأسهم، من خلال قناعاتهم بالبرنامج الذي قدمه طيلة فترة الحملة الانتخابية، معربا عن أمله في أن تكون نيّة الفائز في الانتخابات الرئاسية صادقة من أجل خدمة الصالح العام على حساب المصالح الشخصية،
.كما دعا أيضا، رئيس الاتحادية الوطنية لعمال وموظفي قطاع التضامن الوطني والأسرة، بوڤرة فريد، كل الجزائريين إلى التحلي بالهدوء وسلوك المواطنة خلال الموعد الانتخابي القادم، داعيا الرئيس القادم إلى العمل بجد لحل مشاكل العمال العالقة وإيجاد حلول موضوعية لها، بالإضافة إلى تكريس العدالة الاجتماعية وإلغاء الفوارق مابين الفئات العمالية التي ألحقت شرخا كبيرا بينهم، وفتح مجال الحرية النقابية في ظل حوار نقابي حقيقي يجسده على أرض الواقع، مشيرا إلى أن النقابة الوطنية المستقلة «السناباب» قد أعلنت في السابق موقفها من الرئاسيات القادمة.
وجدد رئيس الاتحادية الوطنية لعمال وموظفي قطاع التضامن الوطني والأسرة، بوقرة، التزام الاتحادية بالهدوء وتأجيل الاحتجاجات إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، وذلك لضمان السير الحسن للعملية الانتخابية.
من جهته، قال نائب رئيس اللجنة الوطنية للخبازين بولاية الجزائر، عامر عومار، أن الانتخابات الرئاسية فرصة هامة من أجل الاستجابة لتطلعات العمال وتسوية انشغالاتهم الاجتماعية العالقة، متمنّيا أن يكون هذا الموعد الهام ديمقراطيا نزيهاً، لتفعيل دولة الحق والقانون.
وألحّ عامر عومار، على ضرورة أن يعمل المترشح، الذي سيظفر بأصوات الشعب، على تطبيق الوعود التي تلقاها الخبازون من طرف المسؤولين، موضحا أنه في حال فوز المترشح عبد العزيز بوتفليقة فإنه سيقوم بإتمام مسار الإصلاحات التي بادر بها من قبل.
وطالب نائب رئيس اللجنة الوطنية للخبازين، بضرورة إيجاد حل للزيادة التي تشهدها المواد التي تدخل في صناعة الخبز، وفي حال لم يتم اتخاذ هذا الإجراء كحل للمشكلة، فينبغي - على حد قوله - رفع سعر الخبز الذي بقي ثابتا منذ سنوات، بالإضافة إلى تنظيم المهنة من خلال اتخاذ إجراءات صارمة للقضاء على ظاهرة بيع الخبز في الشارع بأسعار مضاعفة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024