نقطة إلى السطر

حياة الآخر ...حياة لك أيضا

فتيحة كلواز

لم يروا عائلاتهم منذ شهرين تقريبا، ملازمون لاماكن عملهم في المستشفيات يرابطون من أجل انقاذ حياة أولئك الذين أصيبوا بكوفيد -19، ضحوا بكل شيء وأعادوا ترتيب اولياتهم ليصبح الواجب الوطني والالتزام المهني في المرتبة الأولى، يرتدون بذلة الوقاية لأكثر من ثماني ساعات يقومون خلالها بكل ما يستطيعون فعله لتخفيف معاناة مرضى الوباء العالمي.
هم أطباء وممرضون وتقنيو  الصحة المرابطون في المستشفيات التي خصصت مصلحة خاصة بمرضى كوفيد -19، الذين أصبحوا عصب الجيش المحارب لهذا الوباء العالمي، يساهمون في حملات التوعية بنشر فيديوهات توعية وتحسيس مواطنين بخطورة عدم احترام إجراءات الوقاية والتوصيات المرافقة لها، تخلوا عن كل شيء من اجل انقاذ حياة المرضى المصابين بكورونا هم جنود المآزر البيضاء الذين سبلوا أنفسهم لخدمة الصحة في الجزائر.
يحاربون بلا هوادة في غرف الإنعاش للإبقاء على حظوظ الحياة التي تسلبها كورونا من المرضى، يقفون في الصفوف الأولى غير مبالين بالأخطار لأنهم مؤمنون بانها مهمة وطن، لذلك علينا كمجتمع ان نعي الدور المنوط بنا للمساهمة في التخفيف من عبء يتحمله هؤلاء في مختلف مستشفيات الجزائر، نساندهم و نقف معهم جنبا الى جنب لإنهاء هذه الحرب في اقصر مدة ممكنة، حتى يعود الأطباء الى ذويهم ونعود نحن الى حياتنا العادية التي حول فيروس كورونا روتينها الممل الى حلم صعب المنال في ظل إجراءات الحجر الصحي و التباعد الاجتماعي.
انخراط المواطن في الحرب ضد فيروس كورونا بالالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية التي اقرتها السلطات المعنية وفق ما اوصت به منظمة الصحة العالمية، حيث يتحتم  عليه البقاء في البيت والخروج منه الا لضرورة، لن يكون عليه سوى ارتداء الكمامة في تنقلاته والتزام التباعد الاجتماعي وان كان ذلك سيفقده «بنّة» رمضان لان الشهر الفضيل لم يكن يوما للسهرات والتجمعات بل هو شهر تسمو فيه الروح لتعبد خالقها، وسيكون عليه أيضا احترام مسافة الأمان التي لا تقل عن المتر حتى يتفادى خطر العدوى من الشخص الواقف امامه، وأخيرا عليه ان يقتنع ان في حياة الاخر حياة  له أيضا.
حياة لا يعرف سرها الا من آمن انها امانة اؤتمن الانسان عليها لذلك كان هدرها سببا من أسباب غضب الله على عبده، فكان لزاما على كل واحد الاخذ بالأسباب للحفاظ عليها كاتباع كل الإجراءات الوقائية والاحترازية، ولنا في الشهر الفضيل فرصة للتقرب الى الله تعالى بصون النفس من العدوى و الإصابة بفيروس كورونا، و حماية الاخر من اعراض قد نكون ناقليها دون ان نعلم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024