اتخذت يوميات المرأة العاملة في زمن كورونا بعدا آخر لم تتعوده ، فهي اليوم مجتمعة مع أبنائها طوال اليوم تقف على كل التفاصيل التي لم تكن تعرفها من قبل، كان أهمها عيشها تجربة ربة منزل في شهر الصيام، منذ الصباح تحرص على اعداد كل الاطباق التي كانت تتهرب منها من قبل بسبب التعب، تحاول في كل لحظة ان تكون الام التي تمنت ان تكونها دائما، أُما لم يعرفها أبناؤها من قبل، أُما كانت بالنسبة للمرأة العاملة حلما بعيد المنال.
استطاع الوباء العالمي، ان يمنح المرأة العاملة بعدا إضافيا لتفاصيل حياتها فقد أعطاها الفرصة لتكون ربة بيت بامتياز بمنحها الوقت الكافي لتراعي شؤون اسرتها خاصة وان الإجراءات الأخيرة للحجر الصحي خصتها بالذكر كالمربية والحامل والتي تعاني من امراض مزمنة بالإضافة الى تلك التي تدخل في إطار 50 بالمئة من العمال المسرحين بعطلة استثنائية تطبيقا للمرسوم التنفيذي المتعلق بتدابير الوقاية من تفشي كورونا ، صحيح ان البعض منهن يمارسن عملهن عن بعد ولكن لذة البقاء في البيت متعة لا يضاهيها شيء.
وبعيدا عن وسائل النقل التي تجد فيها رجالا يحطون من قدر المرأة في كل كلمة يتحدثون بها عنها، وفي الشارع اين يقف الذئاب المتصيديون للفريسة الضعيفة من النساء، ووصولا الى مكان العمل حيث تجد المرأة نفسها مجرد عبء على مؤسسة عاملة فيها لأنها ام تربي وزوجة تتعب وحامل تستفيد من عطلة امومة، دون ان ننسى من يحط من كفاءتها بل ويشكك في قدرتها ، كل تلك الطاقات السلبية أخرجتها المرأة من يومياتها في شهر الصيام والرحمة.
ربما نجد البعض منهن تتذمر من البقاء في المنزل خاصة وهي صائمة لأنها تجد صعوبة في ملء وقت فراغها، لكن الأكيد ان رمضان 2020 متميز وخاص جدا بالنسبة للمرأة العاملة التي استطاعت ان تعيش شعورا جديدا لم تعرفه سابقا، شعور يدخل تحت طائلة المثل الشعبي «الحجبة والرتبة» الذي توارثته الأجيال لقرون وهو تعبير صريح عن فترة زمنية معينة كانت فيها المرأة ماكثة بالبيت تشتغل بالأعمال اليدوية التي كانت معيار «شطارتها» و «رزانتها».
لكن يجب الا ننسى تلك المرأة العاملة التي تمتهن صناعات تقليدية والتي وجدت نفسها دون دخل مادي بسبب جائحة كورونا لتأثيراتها على النشاط التجاري من خلال قرارات الغلق ووقف أنشطة تجارية، لكنها رغم ذلك وجدت تلك النسوة في اللمة العائلية عزاءها خاصة إذا علمنا ان شهر رمضان يمثل للكثير منهنّ فرصة لتحقيق ربح مالي لا تستطعنّ تحقيقه في باقي شهورالسنة.