نقطة إلى السطر

«انتحاريو» الكوفيد-19 ؟؟!

فتيحة كلواز

مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل، أصبحنا نعيش على اعصابنا بسبب تلك التجاوزات التي تعرفها بعض الاحياء بخرق سكانها لإجراءات الحجر الصحي، نتيجة عدم استيعابهم لجدوى البقاء في البيت رغم ان الأرقام تقول بوضوح كامل ان عدد المصابين في تزايد مستمر، فحسب حساباتهم الشخصية يقول هؤلاء ان ارتفاع حالات الإصابة اثبت ان شهرين من الحجر الصحي لم تكف  لمنع انتشار الوباء وبالتالي فان البقاء في البيت او الخروج منه لا يصنع الفارق لأن كوفيد-19 يتحرك بطريقة يجهلها حتى الأطباء؟؟!.
هذه السفسطة والتلاعب الواضح بالكلمات مجرد حجج واهية يحاول من خلالها البعض إعطاء تبرير لما يفعله من خرق واضح لاجراءات الوقاية المتخذة في إطار السياسة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا، حجج لا تقنع الا من كان على شاكلتهم من الباحثين عن منفذ يكون سبيلهم للخروج ليلا يتسامرون حول طاولة الدومينو او...، فقط لأنهم مرهفون الى درجة انهم عاجزون عن الغاء «السهرات» من قاموس يومياتهم الرمضانية.
يتجاهل هؤلاء لغة الأرقام التي تؤكد ارتفاع عدد الإصابات بـ1000حالة جديدة في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، حيث سجل في يومه الأول 3127. زارتفع العدد في  اليوم الثامن الى  4154 حالة إصابة، ما يستدعي إعادة النظر في الطرق الردعية والصرامة في تطبيق القانون لإجبار المستهزئين والمستهترين بالإجراءات على احترامها ،لانهم يتلاعبون بصحتهم وصحة الاخرين، وهنا يجب ان نشير الى ان إجراءات التخفيف التي تزامنت مع حلول الشهر الفضيل أعطت البعض الحجة للقول بان كورونا كذبة عالمية او مؤامرة احيكت ضد الشعوب، بل سمعت بعضهم  يقول «ان الوباء مجرد كذبة الغاية منها تحقيق مآرب سياسية «، ما يعكس استهتارا في اعلى درجاته.
ورغم الفيديوهات التي يبثها أطباء يتوسلون الى المواطنين البقاء في منازلهم، الا انهم لم يستطيعوا اقناع هؤلاء التزام الحجر الصحي والسبب دائما تعنت وجهالة قيل عنها «انها تفعل بصاحبها ما لا يفعله العدو به». لكن الفرق الوحيد هنا ان الجهالة التي ارتبطت بالفيروس تؤذي صاحبها والمحيطين به، لذلك توجب اتخاذ القرارات اللازمة لمنع هؤلاء «الانتحاريين» والقنابل الملغومة بكوفيد-19 من الانفجار في مجتمع هم جزء لا يتجزأ منه، الأَمَرّْ من كل هذا انهم يعلمون ان الفيروس لا يختار ضحاياه فلماذا يتلاعبون بصحة اب وأم او أبناء او أقارب او احباب كانوا لهم في يوم من الأيام سندا قويا في ازماتهم.
رهان الوعي، اثبت ان التراخي في احترام إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي دليل قاطع على وجود فئة من المجتمع عاجزة عن قبول نفسها كجزء من خطة وضعت لصالحه، فقد فشلت في تحمل مسئوليتها اتجاه نفسها ومجتمعها بمنع نفسها من ان تكون سببا في نشر العدوى، لذلك كان لزاما التعامل معها بما تتطلبُه المرحلة، فان اكد الأطباء ان المواطن هو اقوى سلاح في معركتنا ضد فيروس كورونا يبقى هؤلاء سلاحا فتاكا يستهدف صحة المجتمع و افراده ،علينا ان نتحرك سريعا لاحتوائهم و الا ستكون حتما النتائج وخيمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024