نقطة إلى السطر

مسافة الآمان

فتيحة كلواز

مع تخفيف إجراءات الحجر الصحي بإعطاء بعض المحلات الضوء الأخضر لفتح أبوابها امام الزبائن خاصة فضاءات بيع الملابس والأحذية مع دعوة أصحابها الى احترام إجراءات الوقاية كارتداء الكمامة وقياس الأحذية بالكيس البلاستيكي، وتحديد عدد الزبائن بثلاثة الى أربعة لمنع الاكتظاظ داخلها، تنفس المواطن الصعداء لمنحه فرصة شراء مستلزمات رمضان وعيد الفطر وكذا التقليل من الضغط الذي تعيشه العائلة الجزائرية بسبب الحجر الصحي الذي دخل شهره الثاني على التوالي.
يراهن من خلال هذه الإجراءات على وعي المواطن الذي كان في حالة تضمر بسبب بقائه في البيت لـساعات تصل الى حد 24ساعة في حالة الحجر الكلي و من13 ساعة الى 15 ساعة في حالة الحجر الجزئي، لكنه و بمجرد خروجه وفتح المحلات نسي انه المفتاح لغلق الباب امام خروج الوباء عن السيطرة والسلاح الأقوى في المعركة ضد فيروس كورونا بل والعامل الأساسي لنجاح كل تلك المجهودات  من اجل مجابهة كوفيد- 19.
منظر الطوابير امام محلات بيع ملابس الأطفال دون احترام مسافة الأمان يجعلنا نتساءل ان كان الأفضل لو بقيت مغلقة، لان حياة الانسان اغلى  من ملابس عيد لن يكون كغيره من الأعياد السابقة، لان كورونا كانت سببا في تغيير الكثير من عاداتنا في هذه المناسبات الدينية، فرمضان شهر الصلاة والقيام أغلقت المساجد فيه، واكتفى المصلون بإقامة صلاة التراويح في البيت، والكعبة الشريفة التي كانت تعرف امواجا طوفانيه من المعتمرين في الشهر الفضيل فرغت من زوارها، كل ذلك من اجل الحفاظ على صحة المواطنين.
لكن تلك الطوابير التي نشاهدها هنا وهناك، ستكون سببا في ارتفاع عدد الإصابات، وعلى المواطن ان يعي أهمية احترام مسافة الأمان، حقيقة ان الانتظار في طابور طويل تحت اشعة الشمس والصوم ، امر متعب ولكن لا بد من اتباع هذه الخطوات لمنع أي ارتفاع جنوني لعدد المصابين بالفيروس.
 على المواطن ان يعي ان اجبار صاحب المحل على ادخال 3 زبائن فقط الى المحل لا يجب ان يقابله اكتظاظ امام باب المحل ما يعني ان الفائدة المرجوة من تحديد عدد الزبائن داخل المحل لن تتحقق بسبب التصاق المتهافتين على شراء ملابس المحل خارجه.
الامر هنا اشبه بالانعكاس الشرطي، ان احترمنا قواعد الوقاية تجاوزنا المرحلة الحرجة من انتشار الوباء، وان لم نحترمها فسيكون علينا الاستعداد للأسوأ، و «الأسوأ» لن يكون بعيدا عن أي واحد منا ولن يكون أي واحد منا في مأمن من الإصابة، لذلك علينا ان نعي ان «وعينا يحمينا» بهذه البساطة وفقط، قد تتعجل اقتناء ملابس العيد اليوم ولن يهمك ان احترمت إجراءات الوقاية ام لا،  لكن غدا ستكون مسافة الأمان الفاصل بين الحياة والموت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024