الاعلام حلقة أساسية في المشهد الانتخابي

فضاءات متعددة للممارسة الديمقراطية

فنيدس بن بلة

أعطت الأستاذة  موهاب جميلة  المحامية المعتمدة من المحكمة العليا قراءتها في المشهد الانتخابي الذي تعيش الجزائر حملته في أجواء تتمير بتجاذبات أفكار وبرامج حول طرق مواصلة بناء دولة المؤسسات تلعب فيها الديمقراطية دورا أساسيا وتعلو فوق الحسابات لكنها تتفق حول نقطة مصيرية العمل ما في المقدرة من أجل الحفاظ على مكسب الاستقرار الوطني في محيط إقليمي ودولي مضطرب وحراك يحمل تداعيات خطيرة.

وقالت السيدة موهاب في دردشة معها بجريدة “الشعب” أمس في تقييمها للحملة الانتخابية أنها لم تعرف الحرارة التي يتطلع إليها المواطن وينتظرها .وهذا أمر مألوف في كل بداية حملة انتخابية ولكن تزداد الحمى مع مرور الأيام بداية من الأسبوع الثاني. المهم في كل هذا أن المترشحين ال 6 يواصلون خرجاتهم الميدانية من أجل التعريف ببرنامجهم الانتخابي. وكل واحد يُحسس المواطن بأن برنامجه أصلح وأكثر استمالة وتكفلا بالانشغالات والبناء الوطني.
وذكرت السيدة المحامية خريجة كلية الحقوق والعلوم الإدارية ببن عكنون في العاصمة وحاملة شهادة ليسانس ودراسات عليا في القانون الجنائي أن الحملة الانتخابية سائرة نحو التوهج والسخونة من أجل انتخابات مصيرية تخص جزائر تبني تجربتها السياسية اعتمادا على الذات دون الوصفات والسقوط في إملاءات الآخرين.
التغيير ضروري لكن بالانتخابات وليس بشيء آخر.أما ما يروج عن المقاطعة فهو أسلوب غير محبذ ومنطقي في محيط متسارع الحركية ولا يقبل الجمود والكليشيهات والأفكار السلبية التي ترى الأسود في كل مكان.
وواصلت المحامية موهاب انتقادها للذين يسيرون في هذا الاتجاه السلبي ويضغطون للترويج لأفكارهم بالادعاء الخاطئ لعدم وجود أي تغيير أو القول بالكل ليس على ما يرام متنكرين للإنجازات المحققة والمكاسب المسجلة والإصلاحات التي تمت باعتراف الدول. وإن كانت هناك اختلالات ونقائص لا بد من السعي لاستدراكها بهدوء ومسؤولية بعيدا عن الغوغائية والمغالاة.
وبهذه الطريقة تكسب المعادلة السياسية التوازن وتستقر ويقوى المشروع الوطني المتجدد الدائم ويواصل وتيرته في جو طبيعي دون انكسارات وقطيعة شدّدت عليها المحامية ضاربة أمثلة عن برامج المرشحين الذين يسيرون في هذا الركب والاتجاه ويحرصون على احترام قاعدة اللعبة السياسية.
وعن دور الإعلام في هذا الحراك الانتخابي أكدت الأستاذة مهاب أنه في مستوى التحديات بلعب وظيفة الحياد استنادا إلى مضمون رسالة رئيس الجمهورية قبل الحملة الانتخابية.
وقالت المحامية” أن الإعلام يخبرنا بأدق التفاصيل عن التحضيرات الانتخابية والحملة. ونقله لوقائع الأشياء يجعلنا نعيش هذه الأجواء بالدقيقة والثانية ولا تفوتنا أية معلومة. وزاد المشهد الإعلامي قوة وتناغما دخول فضائيات جديدة تحرص على أن يكون لها موقع في الخارطة الوطنية والحملة الانتخابية وسيلة لإيصالها إلى المقصد والمبتغى”
ويدعم هذا التوجه كذلك شبكة التواصل الاجتماعي التي اتّخذها مدراء الحملة الانتخابية للمترشحين واجهة للترويج للبرامج الانتخابية وسيرة المتنافسين على كرسي الرئاسة والوعود بالتغيير ولا شيء عندهم غير التغيير.
وهكذا تحولت شبكة التواصل الاجتماعي التي ينشطها شباب من ذوي الكفاءات في يوم وليلة إلى مصادر معلومات للمواطن والإعلامي التواق لنشر الجديد والسبق لدى كل مترشح في المحيط الافتراضي العجيب قاهر الجغرافيا مُكسّر الحواجز في القرية الشفافة.
إنها مسائل توقفت عندها المحامية موهاب كاشفة عن الدور العجيب الذي بات الإعلام يلعبه خاصة مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت تزاحم القنوات الاعلامية التقليدية في وظيفتها وتؤكد أنها واجهة إضافية للممارسة الديمقراطية التعددية التشاركية على الإطلاق.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024