بين مقاطعة ومؤيدة لأسماء أخرى

أحزاب التيار الاسلامي تؤكد هشاشتها في الساحة السياسية

حكيم/ب

تتواصل تعثرات أحزاب التيار الاسلامي في مختلف المحطات السياسية التي تعرفها الجزائر،ولعل تعامل هذا التيار مع الانتخابات الرئاسية يؤكد الأوضاع الصعبة التي تعيشها فلا هي قوية داخليا بما يسمح لها باحتلال مكانة سياسية منفردة على غرار الأحزاب الوطنية والديمقراطية ولا هي تحالفت وشكلت قوة ضاغطة تسمح لها بخلق توازنات.
ومن الأسباب التي دفعت بهذا التيار إلى هذه الوضعية الصعبة  حرب الزعامات التي اندلعت منذ سنوات بين القيادات التقليدية، ومجالس الشورى وبعض المقربين وهو ما تسبب في تقسيم حركة الإصلاح  في 2004، ولكن القيادات فيما بعد انقلبت على نفسها وحدث انشطار آخر في الحركة جعل كل فرد من الجماعة التي قادت الحركة التصحيحية ينفرد بحزب لنفسه فجهيد يونسي وأحمد بن عبد السلام لم يتعايشوا في حركة الإصلاح ودفعت ببن عبد السلام إلى تشكيل حزب جديد هو جبهة الجزائر الجديدة ولكن نتائجها لم تقدم ولم تؤخر ،وحتى ترشح جهيد يونسي لرئاسيات 2009 لم تكن له انعكاسات على مسيرة حركة الإصلاح التي لم تفعل شيئا في الانتخابات التشريعية والمحلية.
ولم تسلم حركة مجتمع السلم من الانقسامات والصراعات وحتى استكمال أبو جرة سلطاني لعهدته على رأس الحزب لم يفلح مقري في الترشح وفضل المقاطعة على أن يقيس حجمه السياسي وحجم الحركة في أهم انتخابات تعرفها الجزائر، وبقي على هامش السباق نحو قصر المرادية مفضلا الدعوة للمقاطعة والعمل على نشرها.
وحتى تكتل الجزائر الخضراء لم يكن ذلك الهيكل الذي حاولت قيادات أحزاب التيار الاسلامي تسويقه على أنه بديل للأحزاب الإسلامية لكنه سرعان ما تلاشى بعد انتهاء الانتخابات التشريعية بعد دخوله بقوائم مشتركة، ولكن عدم رضى الكثير من القواعد النضالية بذلك التحالف الذي فوت على المناضلين حجز مكانة في قبة البرلمان،وهو ما جعل قيادات تكتل الخضراء تتراجع عن مواصلة المشوار ولو إلى حين.
ويظهر أن انسداد الأوضاع في هذه الأحزاب دفع بفاتح ربيعي زعيم حركة النهضة إلى الانسحاب من الساحة السياسية واكتفائه بمنصب نائب بالبرلمان الذي لم يكن أبدا راضيا عن الأوضاع السياسية.
ويبقى الراحل محفوظ نحناح زعيم حركة حماس الوحيد الذي تمكن من تحقيق نتيجة ايجابية في الانتخابات الرئاسية لـ 1995 حيث حل ثانيا بعد اليامين زروال لتبقى الأحزاب منذ ذلك الوقت تفتقد لمرشح قوي يتمكن من حفظ ماء الوجه لأحزاب التيار الاسلامي التي ينتظرها غد صعب.       

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024