يقوم بها مختلف الفئات العمرية ببجاية

التسول ظاهرة في الانتشار خلال الشهر الفضيل

بجاية: بن النوي توهامي

عادت ظاهرة التسوّل في هذا الشهر الفضيل، والتي اعتقدنا أنه قد تمّ القضاء عليها ولو نسبيا، على إثر عمليات إعادة المهاجرين المتواجدين بأرض الوطن بطريقة غير مشروعة إلى أوطانهم، والتي قامت بها المصالح المعنية لتظهر من جديد.
 
بالفعل، يقول، السيد هادي، من  جمعية «الرحمة»، «منذ حوالي شهرين أو ثلاثة، انتشرت هذه الظاهرة التي كان يُنظر إليها على أنها ظاهرة عادية، أو على أنّها قدر فئة اجتماعية معيّنة في الحياة، على نطاق واسع لأسباب مختلفة عن التي قد تدفع بالشخص إلى التسوّل، وعليه نجد نساء وأطفالا ورجالا من كافة الأعمار، انضم إليهم أجانب من جنسية مالية على وجه الخصوص، انتشروا في كافة الأماكن العمومية التي تكتظّ بالمواطنين، من أسواق ومساجد ومقاهي ومطاعم، دون أن ننسى زوايا الشوارع الرئيسية للمدينة، في انتظار من يحنّ  ويقدم قطعة نقود.
  لقد أصبح من غير الضروري قصد المتسوّلين للتصدّق عليهم، فهم من يأتون إليك، بحثا عن بضعة نقود، علما أنّه في أيامنا الحالية، لم تعد تُقبل الصدقات المتمثلة في مواد، إلّا إذا ما تعلّق الأمر باللحوم أو التحليات التي سيطلبون منك شرائها لهم، إذا ما حدث أن صادفتهم في أحد المحلات، وليس من الصعب التعرف عليهم، خاصة النساء، حيث يجلسن في زوايا الشوارع مع أطفال رضع، ويخاطبن المارّة مطالبات بالنقود لشراء حليب لأطفالهن حسب ما يقلن».
وأمام هذه الظاهرة، تردف إحدى السيدات، «من الجدير الإشارة إلى أن البعض يقول أن العديد من النساء، يقمن باستئجار هؤلاء الأطفال الصغار، قصد جعل المارّة يرأفون لحالهن، ليحصلن بالمقابل في نهاية النهار على مبلغ من المال يقدّمنه لأولياء الأطفال البيولوجيين».
  كما تجدر الإشارة إلى أن طرقا أخرى تستخدم بنيّة خداع المارّة، على سبيل اللفائف الطبية، حتى أن البعض منهم لا يتردّد في التظاهر بالإصابة بإعاقة، وكذلك غيرها من الأمور، وما تمت ملاحظته هو أن الماليين من نجدهم بكثرة في كافة زوايا الشوارع، حيث تجلس الأمهات على الأرض تاركات أطفالهن، يتكفّلون بمهمة التسوّل التي تم تدريبهم عليها، حيث يكرّرون جملة «صدقة في سبيل الله» التي حفظوها عن ظهر قلب، وتجتمع هذه الأسر التي هي حقا محتاجة، في نهاية النهار، لتلتحق بالأحياء التي يلجؤون إلى إليها قصد الإيواء».
ومهما يكن، ينبغي الإشارة إلى أن هذه الظاهرة، قد انتشرت بشكل كبير وعلى نطاق واسع، خاصة في هذا الشهر الفضيل، شهر الرحمة المعظّم الذي لا يتردّد فيه المسلمون في الإقدام على أفعال الخير، على غرار التصدّق ومساعدة المحتاجين والتضامن معهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024