تمكن علماء مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض، من معرفة تاريخ التغيرات البيئية الكبرى في شمال أفريقيا على مدى 160 ألف عام الماضية، والتي تسببت في تغيير طبيعة الصحراء الكبرى عن كونها واحة خضراء سابقا.
واعتمد القائمون على هذا البحث العلمي، على تحليل الرواسب القديمة للبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى نماذج إلكترونية، ولذلك، قاموا بتنظيم رحلة استكشافية إلى خليج سرت، وفقا لما نشره موقع «مير 24» الروسي.وقال الفريق: «إننا كنا نشك في أنه عندما كانت الصحراء الكبرى خضراء، كانت الأنهار التي جفت الآن نشطة وكانت تنقل الجزيئات إلى خليج سرت».
وحسب العلماء، فإنه «كان معروفا بالفعل في الدراسات السابقة أن العديد من الأنهار تتدفق بشكل دوري عبر المنطقة، والتي تعد اليوم واحدة من أكثرها جفافا على وجه الأرض».
وأظهرت بيانات جديدة أن «مناخ شمال أفريقيا كان يعتمد على التقلبات الطبيعية في مدار كوكب الأرض، وأن التغيرات المرتبطة بهذه التقلبات، ولا سيما نمو وذوبان القمم الجليدية القطبية، أثرت على الدورات المناخية. حيث تغير مناخ شمال أفريقيا بين الفترات الرطبة وفترات الجفاف الشديدة».
واستمرت فترات النمو والتغير المناخي في المنطقة لخمسة آلاف سنة، امتدت فيها مناطق الرطوبة العالية تقريبا إلى البحر الأبيض المتوسط، وهذا أثر بشكل كبير على حياة القبائل القديمة التي عاشت هناك، وربما كانت سببا في الهجرات الجماعية.
وتمكن الخبراء من إعادة بناء تاريخ الكوارث المناخية في المنطقة، من خلال تحليل المواد التي استخرجوها من قاع البحر من رواسب ومخلفات نباتات منقولة من القارة الأفريقية، بالإضافة إلى أصداف للكائنات الحية الدقيقة البحرية.
ويعتقد العلماء أن التغير المناخي سيؤثر على شمال أفريقيا، ومن الممكن أن تبدأ موجات جفاف أشد هناك في المستقبل.
وسابقا، اعتبر العلماء أن الصحراء القديمة هي أخطر مكان في تاريخ الأرض، فقد عاش هناك عدد غير مسبوق من الحيوانات المفترسة الكبيرة.
arabicsputniknews