قيل أنها ملكة المكروفون، كما قيل أنها تعد من بين المجاهدات الصحافيات الأوائل اللواتي جاهدن على عدة جبهات من أجل القضية الوطنية وهي التي ترعرعت في وسط نضالي بما أن والدها كان من المنخرطين الأوائل في حزب الشعب الجزائري، ساعدها إلى حد كبير في مسارها النضالي الذي بدأته في سن مبكر. إنها الإعلامية والمجاهدة فطيمة زكال شقيقة الممثل القدير الراحل العربي زكال وزوجة المناضل في صفوف حزب الشعب عبد الكريم بن عصمان .
في سن الثامنة عشر كانت ابنة بلكور التي نشأت على قيم النضال قد ساهمت في تأسيس الجمعية الوطنية للنساء المسلمات الجزائريات، حيث تولت منصب الأمينة العامة المساعدة إلى جانب رئيسة الجمعية نفيسة حمود ولعبت دورا محوريا في التوعية والتحسيس . زواجها من المناضل عبد الكريم في سنة 1948 وانتقالها للعيش معه في تلمسان سمح لها بفتح فرع للجمعية في المدينة لتقوم بنفس الدور التوعوي، إلى أن عادت مجددا إلى العاصمة لتعمل كمذيعة في الراديو ثم في التلفزيون في سنة 1954 قبل اندلاع ثورة التحرير وكانت بذلك من أوائل المنخرطات في الإعلام إن لم تكن الأولى بحسب بعض الروايات .
استمرت في العمل السري لمدة تزيد عن الثلاث سنوات، قبل أن يكشف أمرها حيث ألقي عليها القبض في فيفري من عام 1957، ذاقت خلالها أشد أنواع العذاب في سجون الاحتلال حيث انتقلت من سركاجي إلى الحراش ومن تم ترحيلها إلى أحد السجون بالشمال الفرنسي، وبعد ثلاث سنوات من الاعتقال والتعذيب أطلق سراحها في سنة 1961. وعلى الرغم من المعاناة الشديدة في سجون الاحتلال إلا أنها وعقب خروجها منها مباشرة لم تتردد في استئناف نشاطها السياسي إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية.
المناضلة الإعلامية فطيمة بن عصمان التي وصفت بالمثقفة جدا كانت تعشق الفن حيث اهتمت بالمسرح منذ الصغر وحتى في نهاية حياتها كما كانت تهتم بجمعية الطرب الأندلسي «السندسية» وقبل رحيلها عن الدنيا في سنة 1990 بعد معاناة مع المرض عن عمر تعدى الـ60 سنة، بأسبوع فقط، كانت قد شاركت في مسيرة شعبية من أجل الديمقراطية في الجزائر. ولكن من المؤسف أن تكون شخصية من هذا المقام غير معروفة خاصة في الوسط الإعلامي، لما لها من نضال طويل متعدد الجبهات، سياسيا وثقافيا ومهنيا، كصحفية .