المجاهد محمد غفير المدعو “موح كليشي”:

مسيرة سلمية بلا سلاح أبيض أو عصيّ قابلتها فرنسا بالرصاص والدم

حياة. ك

أكد المجاهد محمد غفير المدعو “موح كليشي”، أن 17 أكتوبر 1967 لم تكن مظاهرات وإنما مسيرة سلمية، شارك فيها الجزائريون بفرنسا بدون حمل سلاح أبيض أو عصي، بأوامر من مسؤولي جبهة التحرير الوطني، لكنها قوبلت بالحديد والدم الذي تلون به نهر “السين” بباريس. وأشار إلى أن باريس وضواحيها كانت تضم 80 ألف مناضل ومناضلة.

روى محمد غفير، المعروف بموح كليشي، خلال نزوله، أمس، ضيفا على منتدى جريدة “الشعب”، ما حدث بالضبط يوم 17 أكتوبر 1961، وقد كان مشاركا في هذه المسيرة السلمية وليس مظاهرة، وكيف أن الشرطة الفرنسية آنذاك لم تتوان عن إلقاء جم غضبها على الجزائريين المسلمين الفرنسيين، لم تستثن في هجماتها الوحشية أحدا، حتى الأطفال سقطوا شهداء في هذا اليوم المشهود، حيث لا يقل عدد الشهداء الذين ألقي بهم في “السين” عن 450 شهيدا، بحسب شهادته.
وأشار ضيف “الشعب”، إلى أن التحضير لهذه المسيرة شرع فيه يوم 10 أكتوبر، وقد أعطيت تعليمات بالخروج بقوة على الساعة 20:00 ليلا وهو موعد بداية حظر التجول، الذي فرضته فرنسا على الجزائريين المتواجدين على أراضيها.
كان المجاهد غفير، آنذاك، مسؤولا بالولاية الأولى بباريس، ذكر الأحداث التي سبقت مسيرة 17 أكتوبر التي كان مخططا لها بدقة من قبل قادة جبهة التحرير الوطني، حيث أن 25 أوت 1958 تاريخ إطلاق شرارة نوفمبر الثانية بفرنسا، حيث تم نقل الثورة إلى أرض العدو، غير أن تعليمات المسؤولين كانت تؤكد على عدم وضع قنابل في الطرق، وإنما استهداف نقاط عسكرية واقتصادية، منها مراكز الشرطة والدرك ومصانع تكرير البترول.
وقد تلقى الفدائيون الأوامر والتعليمات، وشرعوا في ضرب الأهداف الاقتصادية، متمثلة في محطات تكرير البترول بمرسيليا وهي أكبر محطة، واستهدفوا بقية المحطات حتى المطار ألقيت متفجرات به.
 لم تكن التفجيرات مقتصرة على المحطات فقط- يقول غفير- وإنما تم تفجير وبشجاعة كبيرة سيارة الوزير جاك سوستال، وهي عملية قام بها 3 فدائيين في 15 سبتمبر 1958، لتؤسس بعد ذلك بأيام الحكومة المؤقتة يوم 19 سبتمبر 1958.
تأسف المجاهد، لعدم الاهتمام اللازم بتاريخ الجزائر الاستعماري، حيث يجهل الكثير من الشباب، بحسبه، تواريخ أهم الأحداث التاريخية، على غرار الحكومة المؤقتة الذي يجهل بعض الطلاب بالجامعات أنها تأسست في 19 سبتمبر 1958.
وأكد غفير، أن ما فعلته الشرطة الفرنسية بالمهاجرين الجزائريين جريمة وأن هذا البلد الذي يسمى بلد حقوق الإنسان يجب تسميته ببلد المجازر ضد الإنسانية، التي كانت تسمح بالتعذيب والقتل وبإخفاء جرائمها عن الرأي العام الفرنسي. كما يرفضون التحقيق الموضوعي بحق المظلومين، حيث بدأت أجسام الضحايا تطفو على السطح يوميا، وكانت تحمل أثار الضرب والخنق وفي محطة مترو استرليتز كان الدم يجري فوق الماء وكانت أشلاء تغطي درجات السلالم.
وأشار إلى أن رئيس بلدية باريس، براترون دولانو، وضع لوحة تذكارية تخليدا لضحايا هذه الجريمة بأسماء 400 ضحية، لا تزال شاهدة على الجريمة.
واستذكر موح كليشي، أهم المحطات التاريخية قبل مظاهرات 17 أكتوبر 1961، منها في 25 أوت 1958 على الساعة صفر اندلعت الجبهة المسلحة الثانية بفرنسا، حيث أنه في 27 سبتمبر 1958، قام المناضلون بفرنسا بـ56 تخريبا و242 هجوما ضد 181 هدفا، ونتج عن العمليات 188 جريحا و82 قتيلا.
وأكد على دور المهاجرين الجزائريين في التعجيل باستكمال المفاوضات واستقلال الجزائر.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024