تعيش أزمة سياسية.. عبد القادر طالب عمر:

هذا ما خسرته إسبانيا بسبب قرار فردي تجاه القضية

علي مجالدي

يعتبر سفير الصحراء الغربية عبد القادر طالب عمر، أن الموقف الأخير الذي اتخذته إسبانيا بخصوص القضية الصحراوية، هو موقف فردي لا يمكن تصنيفه كقرار إجماع من الدولة الإسبانية. يأتي ذلك من اعتقاده أن الائتلاف الحاكم نفسه لم يكن على دراية بالموقف الجديد الذي اعتمده رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، وأنهم رفضوا التحول السلبي في موقفهم بشأن القضية الصحراوية.

فيما يتعلق بالأحزاب الأخرى التي تلعب دورًا فعّالًا في الساحة السياسية الإسبانية، فإنها ترى أن هذا الموقف يمثل انحرافًا عن سياسة الإجماع التي اعتمدتها إسبانيا على مدى عقود طويلة بشأن القضية الصحراوية. وفي نفس السياق، ترى هذه الأحزاب أن القضية الصحراوية يجب أن تحل في إطار الأمم المتحدة، مع تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بشكلٍ كامل.

واقع سياسي جديد

علاوة على ذلك، يعتقد السفير الصحراوي، أن نتائج الانتخابات التشريعية والإقليمية في إسبانيا من الممكن أن تفرز واقعا سياسيا جديدا، حيث أعطت الفوز للحزب الشعبي اليميني، كذلك الانتخابات التشريعية شهدت خسارة الحزب الحاكم مع تقدم طفيف لحزب الشعبي اليميني، هذا الأخير يتمسك بموقف الإجماع الإسباني المعروف تاريخيا بضرورة تقرير المصير الحر والنزيه للشعب الصحراوي، لكن حاليا إسبانيا وبفعل حالة الاستقطاب التي تعيشها بسبب القضية الصحراوية تعيش أزمة سياسية، لاسيما مع صعوبة تشكيل الحكومة وليس من المستبعد أن تشهد انسدادا والمطالبة بانتخابات جديدة.
والموقف الإسباني مهما كان لن يؤثر على القضية الصحراوية، بل العكس اسبانيا من خلال موقفها خسرت الكثير، وفق ما أكد السفير، فإسبانيا خسرت مكانتها كموزع رئيسي للطاقة في أوروبا، خسرت سوقا جزائريا كبيرا يعتبر من أكبر الاقتصادات في إفريقيا.
والمشهد السياسي في غالبيته في إسبانيا يساند الشعب الصحراوي، وحتى رئيس الحكومة الحالي خلال الحملة الانتخابية كان يدّعي أنه لم يغير موقف الإجماع الإسباني من قضية الصحراء الغربية، لكن هذه أكذوبة أراد بها جذب الناخبين الإسبان.
وإسبانيا من خلال موقفها خسرت الكثير، خسرت أمام القانون الدولي، خاصة وأن القضية الصحراوية قضية عادلة وشرعية. خسرت كذلك أمام الجزائر والتي كانت تربطها بها مصالح كبرى في مجال الطاقة والتبادل التجاري، ومن المفروض الحكومة الجديدة، بغض النظر عن تشكيلتها، أن تأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، لاسيما مسألة عدالة القضية الصحراوية، ومصالحها مع جيرانها من الدول الكبرى والمؤثرة إقليميا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024