نوّه السفير الأسبق حسين مغلاوي، بالدبلوماسية الجزائرية المبنية على الحيادية الإيجابية والثبات على المواقف التاريخية، كأحد ثوابت السياسة الخارجية الجزائرية، خاصة وهي تقوم بأداء دور محوري في حل الأزمات الدولية، فضلا عن تبنيها القضايا التي تتعلق بمسائل السلم والأمن الدوليين، معلقا على موقفها من الأزمة الأوكرانية.
اعتبر حسين مغلاوي، الحيادية التي تتسم به الدبلوماسية الجزائرية من خلال التشبث بمواقفها التاريخية المعروفة بها ضمن منظمة عدم الانحياز، إيجابية، التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، في هذه المنظمة، على الرغم من محاولات اجتذابها إلى صفّ معين في إطار الأزمات الدولية، وذلك لدى تنشيطه ندوة بعنوان «نجاحات الدبلوماسية الجزائرية»، بمناسبة ستينية استقلال الجزائر، أمس، بمنتدى ‘’الشعب».
وأوضح الدبلوماسي، أن الأزمة الروسية- الأوكرانية، التي تدخل شهرها الرابع، هي قضية أوروبية بحتة بالدرجة الأولى، مبرزا أن الجزائر كانت حيادية دائما ومتشبثة بمواقفها منذ انطلاق الأزمة في فيفري 2022، وامتنعت عن التصويت في اجتماع استثنائي بشأن أوكرانيا، عقدته الجمعية العامة للمنظمة، شهر مارس الماضي، لأن الملف أوروبي بالدرجة الأولى، ومن الصعب الدخول في حيثيات وخلفيات القضية، إذ كان لزاما تتبع القضية بدقة.
وأضاف مغلاوي، أنّ الجزائر صوتت أيضا ضدّ القرار القاضي بتعليق حق العضوية لفدرالية روسيا بمجلس حقوق الإنسان، المقدّم من طرف مجموعة من الدول الغربية، خلال الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بالأزمة الأوكرانية، المنعقدة شهر أفريل الماضي، في جلسة وصفها السفير الجزائري بمحاولة طرد روسيا من المجلس.
وبالرغم من أنه رفض الخوض في تداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية، إلاّ أنه شدّد على أنّ موقف الجزائر لا يعني انحيازها لدولة على حساب أخرى، لكنها تنطلق من مبدإ أن مجلس حقوق الإنسان مسؤول عن تدعيم تعزيز جميع حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أرجاء العالم وعن تناول حالات انتهاكات حقوق الإنسان وتقديم توصيات بشأنها، وليس من شأنه الاهتمام بالقضايا السياسية.
وشدد ضيف «منتدى الشعب»، في هذا السياق، على أن مجلس حقوق الإنسان يجب أن يقوم بالمهام المنوطة به، وأن لا يؤدي دورا سياسيا، بل وجب عليه أن يتكفل بقضايا حقوق الإنسان، لا سياسة في حقوق الإنسان، على حد تعبيره.
