الموقف الإسباني الأخير سقطة دبلوماسية

الجزائر... دولة مواقف لا تخوض في الدسائس والمؤامرات

فتيحة كلواز

قال السفير الأسبق حسين مغلاوي، لدى نزوله ضيفا على منتدى «الشعب»، إن الدبلوماسية الجزائرية وعلى مر عقود من الزمن، لم تحِد قيد أُنملة تجاه القضايا العادلة وفق ما تمليه الشرعية الدولية، والقضية الصحراوية هي واحدة من أهم القضايا التي تحرص الجزائر على حلها وفق ما تنص عليه اللوائح والمعاهدات الأممية. لذلك، لم تغير موقفها تجاه القضية الصحراء الغربية، باعتبارها قضية تصفية استعمار، فمنذ سنة 1963 صنفت الصحراء الغربية في قائمة الدول المستعمَرة، وقضيتها قضية تصفية استعمار، وفق ما تقتضيه اللائحة 19/14 الأممية لتقرير المصير.

اعتبر السفير الأسبق الموقف الإسباني الأخير أو السقطة الدبلوماسية الأخيرة لحكومة بيدرو سانشيز، تعبيرا واضحا وجليا عن تنصلها من مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الصحراوية كطرف مهمّ في القضية، مؤكدا أن إسبانيا أدارت ظهرها للشرعية الدولية، ومنعرجا كبيرا ومفاجئا غير محسوب العواقب في الموقف الإسباني. وأوضح في هذا الشأن، أن الموقف لم يكن مفاجأة بالنسبة للحزب الاشتراكي الإسباني، لأن إسبانيا خانت الجزائر مرتين في 1975 وهذه المرة مع سانشيز.
وأوضح مغلاوي، أنه في 1978 كانت عناصر الحزب الاشتراكي تحت قيادة فيليب غونزاليس ونائبه لاقويرا يعيشون في المنفى، لكن وبسبب تغير الظروف السياسية بتوجهها نحو الديمقراطية عادوا إلى إسبانيا وهما يحملان أطماعا في بلوغ سدة الحكم، فكان لهم ذلك بعد الانتخابات التشريعية في 1980، حيث تقلد فليب غونزاليس منصب الوزير الأول للحكومة الإسبانية.
 لكن قبل ذلك، جاء إلى الجزائر للتفاوض مع حزب جبهة التحرير الوطني، حيث كان المتحدث (مغلاوي) أحد الأعضاء المفاوضين من الجانب الجزائري، بسبب تواجد قائد حركة تحرير جزر الكناري لاجئا بالجزائر، وطلبوا مساعدة الجزائريين حتى يصلوا إلى الحكم في جو هادئ، وعليه تمت الموافقة على طلبهم، خاصة وأن الجزائر كانت مهد ثوار و»مكّتهم» التي يحجون إليها، مقابل أن يعملوا على مساندة حق الصحراويين في تقرير مصيرهم عندما يصلون الحكم، لكن عندما حققوا هدفهم خانوا العهد الذي عقدوه مع الجزائر.
وأكد أنها ليست المرة الأولى التي تخدع فيها إسبانيا الجزائر، لذلك لا حل في التعامل معها إلا ما قامت به الجزائر برفع معاهدة الصداقة بين الجزائر وإسبانيا ووقف كل الامتيازات الاقتصادية التي كانت ممنوحة لإسبانيا، وسحب سفيرها من مدريد للتفاوض والتشاور.
وفسر تغيير إسبانيا لموقفها تجاه قضية الصحراء الغربية، بخضوعها للابتزاز المغربي، حيث تبتزها المغرب بملف الهجرة غير الشرعية. وقد شاهد العالم الجريمة اللاّإنسانية التي حدثت، نهاية الأسبوع الجاري، راح ضحيتها عشرات المهاجرين برصاص الجيش المغربي، إضافة إلى قضية التجسس «بيغاسوس» تجسس فيها المغرب على إطارات سامية في إسبانيا ودول مجاورة.
في سياق ذي صلة، أشار مغلاوي إلى وجود ابتزاز كبير وضغط رهيب من المغرب على إسبانيا، فالمخزن ليس كالجزائر التي تحترم القانون والمعاهدات الدولية، ولا تخوض في المؤامرات والدسائس، لأن المهم بالنسبة للمغرب «النتيجة» وبأي طريقة كانت، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024