التحورات المتكررة للفيروس تجعله أكثر مقاومة لفعالية اللقاح
معهد باستور وحده القادر على الكشف عن السلالة الجديدة لكورونا
توقع رئيس مصلحة كوفيد-19 والأمراض الصدرية بمستشفى رويبة عبد الباسط كتفي، احتمال ظهور أنواع أخرى من فيروس كورونا المتحور، وأنه سيتم اللجوء إلى تطوير اللقاحات ضد الفيروسات الناتجة عن السلالة الجديدة البريطانية والتي ظهرت في جنوب إفريقيا للحد من مخاطر انتشارها.
أوضح البروفيسور كتفي، خلال نزوله ضيفا على جريدة «الشعب»، أن معهد باستور وحده القادر على الكشف عن الفيروس المتحور وتحديد ما إذا كانت هناك تغييرات وطفرات قد طرأت وهذا بإجراء بحوث جينية، كاشفا عن الاشتباه في حالتين ظهرت عليهما جميع أعراض كوفيد-19 ولكن نتائج فحوصات «بي.سي.آر» أثبتت مرتين نتيجة سلبية، الأمر الذي جعل الطاقم الطبي يشكّ في احتمال الإصابة بالنسخة الجديدة للفيروس.
وأضاف، أن الحالات المشكوك في ارتباطها بالفيروس المتحور يتم إرسالها مباشرة إلى معهد باستور، من خلال إعطائه إشارة إنذار للشروع في إجراء التحاليل اللازمة التي تسمح بمعرفة حقيقة الإصابة من عدمها، مؤكدا أن تسجيل حالات مرتبطة بالسلالة الجديدة لن يؤثر على مجريات التكفل بالمرضى وإنما أكثر ما يهم هو مواصلة العمل الجدي الميداني والاستمرار في الالتزام بقواعد الوقاية لمواجهة خطر كورونا والفيروسات المتحورة.
وبرأي البروفيسور كتفي، فإنه عندما تطرأ تحورات عديدة على الفيروس قد يصبح أكثر مقاومة لفعالية اللقاح، ما يستدعي إجراء تعديلات على اللقاحات الموجودة حاليا حتى تكون فعالة في الحماية من النسخة الجديدة، مضيفا أن الدراسات والبحوث الجينية مستمرة لرصد التغييرات التي تطرأ على فيروس كورونا المستجد.
وأشار الى أن لقاح فايزر وبيونتاك، هما من اللقاحات التي توفر حماية قوية ضد «كوفيد 19»، كما أنهما أظهرا فعالية عالية أيضا ضد نسختي الفيروس المتحور بحسب المعطيات العلمية المقدمة، مؤكدا أن الجميع مضطر إلى الالتزام بالتلقيح المضاد لكورونا، على أساس أنه قد يساهم في ضمان فعالية ضد الإصابة بكوفيد -19 والسلالة الجديدة.
وبحسب البروفيسور كتفي، فإن أعراض الإصابة بفيروسات كورونا المتحورة تتشابه مع العلامات التي تظهر على المريض بكوفيد-19، ومن الصعب التمييز بينها، مشيرا الى أنه إلى حد الآن يتم الاعتماد على فحوصات «بي.سي.آر» لتشخيص الفيروس، في انتظار تطوير فحوصات تضمن نتائج أفضل في الكشف عن الفيروسات المتحورة.
يصلون المستشفى في مرحلة متأخرة
أكد رئيس مصلحة الأمراض الصدرية وكوفيد-19 بمستشفى رويبة، أن أغلبية المصابين بفيروس كورونا يأتون إلى المراكز الاستشفائية في مرحلة متأخرة، عندما تكون درجة الإصابة لديهم خطيرة، داعيا الفئات الأكثر عرضة الى مضاعفات الفيروس والمصابين بالأمراض المزمنة إلى الالتحاق بالمستشفيات في بداية ظهور أعراض الفيروس.
وحذر رئيس مصلحة الأمراض الصدرية من عدم التوجه إلى المستشفى بعد نقص نسبة الأوكسجين في الجسم بأقل من 95 بالمائة، مضيفا أن بعض المرضى يصلون إلى المصلحة بنسبة أوكسجين 75 بالمائة وفي حالة صعبة ومعقدة تؤدي إلى إصابتهم بتخثر الدم ومشاكل في القلب والرئة وعدة مضاعفات.
فيما يخص التكفل بالمصابين بفيروس كورونا على مستوى مستشفى رويبة، أوضح البروفيسور أن الطاقم الطبي، منذ بداية انتشار الجائحة في الجزائر، اعتمد على البروتوكول العلاجي الذي أصبح يستخدم حاليا بعد توصيات المنظمة العالمية للصحة، ولكن طريقة التكفل بالمرضى تختلف من منطقة إلى أخرى وحسب كل حالة.
وشخص البروفيسور كتفي عدة حالات خطيرة، تتعلق بالإصابة بأمراض صدرية تنفسية تتشابه إلى حد كبير مع الأعراض التي تظهر على بعض المصابين بكوفيد-19 والتي تصل لديهم درجة الإصابة إلى الرئتين وتسببت في ضيق شديد في التنفس ويمكن أن تنتج عنها أمراض أخرى قد تمس القلب والشرايين.
وقال رئيس مصلحة الأمراض الصدرية، إن بروتوكول العلاج الذي اعتمدته وزارة الصحة والمطبق من قبل الأطباء المختصين أعطى نتائج جد مرضية، خاصة في التكفل بالحالات المعقدة التي تصل إلى المستشفى وتماثل عدد كبير من المرضى للشفاء بعد إتمام فترة العلاج، مشيرا إلى أن الطاقم الطبي يتكفل بكل مريض حسب تشخيص حالته والأعراض التي تظهر عليه، فمنهم من يصابون بجفاف في الجسم وآخرون لديهم نسبة السكر غير معتدلة ومرضى القلب الذين يتم متابعة حالتهم لتفادي أية مضاعفات.
في المقابل، يرى البروفيسور كتفي أن العمر لا يعد مؤشرا على خطورة الإصابة، فبعض الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، تعرضوا أيضا الى تعقيدات صحية خطيرة، نظرا لإصابتهم بأمراض مزمنة كالسمنة والسكري وآخرين يجهلون إصابتهم بأمراض بسبب عدم القيام بالتشخيص من قبل، مضيفا أن جميع الفئات مهددون بخطر الإصابة بكوفيد-19 ولكن بدرجة أقل الأشخاص الذين لديهم مناعة.