يرى المسؤول الأول عن المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري أحمد بن صبان، أن الجزائر اليوم بحاجة ماسّة إلى قناة دولية تدعم باقة قنوات التلفزيون، تشكل الجدار الواقي والصوت المسموع الذي يدافع عن مواقف البلد ويسوّق للصورة الحسنة عن «مكة الثوار» وناصرة القضايا العادلة في المنطقة وشتى ربوع العالم. وأكد بن صبان، أن القناة ستسمح بلمّ شمل الكفاءات التي تعود إلى أحضان بلدها، وهي السياسة المنتهجة حاليا من خلال ترحيب القائمين على شؤون التلفزيون بأصحاب الخبرات العائدين من الخارج للاستفادة من تجاربهم الإعلامية على اختلاف أنواعها. وحاليا يدرس التلفزيون مع الحكومة إمكانية فتح مكاتب تابعة له بالخارج، على غرار مكتب التلفزيون الجزائري من باريس.
اعترف المسؤول الأول عن التلفزيون بانعدام أي توصيات حول إنشاء قناة دولية للجزائر حتى الآن، لكن الأكيد أن الحكومة واعية بضرورة إطلاق منبر دولي يصل من خلاله صوت الجزائر والقضايا العادلة إلى أقطار العالم، والمؤسسة لم تقف مكتوفة الأيدي واستغلت كفاءة كوادرها من نخبة المنتمين إليها لتأسيس مركز البحث الخاص بالتلفزيون، ومن بين المشاريع التي اهتم بها المركز هو كيفية إنشاء قناة دولية من ناحية الشكل والمضمون، لذا فالتصور موجود والأكيد هو أن الحاجة لإطلاق قناة دولية تتزايد كل يوم.
وذهب «ضيف الشعب» إلى أبعد من ذلك، خلال تأكيده على أن باب التلفزيون مفتوح أمام الكفاءات العائدة من الخارج والأمثلة عديدة في ذلك ممن التحق بالمؤسسة مؤخرا.
وضرب بن صبان مثالا بتجربة انتفاضة الشعب الصحراوي الشقيق بالكركرات خلال الآونة الأخيرة والمتواصلة وما رافقها من حرب إعلامية، كان التلفزيون فيها مستهدفا بصفة يومية من قبل بعض وسائل الإعلام بعد تأثيره في الرأي العام، فطواقم المؤسسة كانت في قلب الحدث واستطاعت نقل صور معاناة الشعب المضطهد والثروات المنهوبة، وحتى من خلال برامج تعنى بالشأن الدولي استطاع التلفزيون مواكبة مختلف الأحداث عبر العالم كالانتخابات الأمريكية الأخيرة.
وأضاف بن صبان، أن القناة الإخبارية تعمل اليوم على إيصال صوت الجزائر إلى الخارج، من خلال تخصيص برامج ذات بُعدٍ دولي مثل برنامج «من فلسطين» الذي يأتينا من غزّة وبرنامج «من إفريقيا»، وفي المستقبل القريب سيكون للتلفزيون العمومي مكتب من باريس يقدم نشرات خاصة من أوروبا، فالتلفزيون هو صوت الجزائري بالخارج وسيتعزز بذلك.
وأوضح المدير العام للمؤسسة العمومية للتلفزيون، أن القناة الثانية التي تخصص نشرات إخبارية باللغة الإنجليزية ستدعم شبكتها البرامجية ببرامج سياسية وثقافية ناطقة باللغة العالمية، إضافة إلى تدعيم الموقع بنسخة إنجليزية، بعد أن تم تأسيس الفريق الخاص بذلك لتكون النسخة متاحة عبر الموقع في القريب العاجل.
وأشار المتحدث إلى نقطة مهمة قبل التوجه إلى قناة دولية، وهي مسألة التكوين الذي يطرح اليوم في الساحة الإعلامية وهو في صلب اهتمام الساهرين من أجل المضي قدما في تقديم محتوى إعلامي يليق بسمعة المؤسسة الأم للإعلام السمعي البصري بالجزائر.