تفتقد الجزائر للمعلومة الاحصائية بالرغم من أنها تمثل القاعدة التي يرتكز عليها أي استشراف أورسم لأي سياسة واتخاذ للقرار، حقيقة اعترف بها الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالاستشراف محمد شريف بلميهوب، أمس، وأمام افتقاد الأدوات الاحصائية أوضح أن دائرته الوزارية لجأت إلى تقييم العشر سنوات الأخيرة للاقتصاد الوطني.
اعتمدت الوزارة المنتدبة للاستشراف على التشخيص، بحسب ما أدلى به بلميهوب لدى نزوله ضيفا على منتدى «الشعب» من أجل تحديد الأولويات للمرحلة المقبلة خاصة وأنه طلب منها العمل بصورة استعجالية، من أجل احتواء الظرف الاقتصادي الصعب الذي تعيشه الجزائر بسبب تراكمات سوء التسيير للمرحلة السابقة.
وبحسب بلميهوب فإن الظرف الراهن فرض تقييم 10 سنوات الأخيرة، واستغلال وصول المعلومات من العديد من المنظمات التي تتولى إنتاج المعلومة الاحصائية كصندوق النقد الدولي «الأفامي»، البنك العالمي، البنود والديوان الوطني للإحصاء وإن كانت متأخرة نوعا ما، لكن على الأقل تسمح بالتعرف على كيفية سير الاقتصاد الوطني خلال هذه الفترة وعلى أساسها يتم وضع الفرضيات المحتملة.
بناء عليه، كشف الوزير المنتدب المكلف بالاستشراف إنه تم تحديد الأولويات من خلال إطلاق ثلاثة دراسات استشرافية تتعلق بالأمن الطاقوي، الأمن الغذائي وأخيرا رأس المال البشري والشباب، وعلى أساسها سيتم وضع الفرضيات المحتملة.
أشار بلميهوب إلى أنهم وجدوا أنفسهم بين خيارين، إما اعتماد النموذج الاقتصادي القياسي باستقراء الماضي لدراسة الحاضر، أو اعتماد الطرق الرياضية من خلال إحداث القطيعة مع الماضي والبدء من الصفر، وهو أمر مستحيل- بحسبه، - لأنه بالرغم من كل الأزمات التي مرّت على الاقتصاد الوطني، إلا أنه استمر حتى وإن كان متعثرا، ولهذا تم اعتماد المزج بين الخيارين والاستفادة من مزايا كل منهما من أجل رسم تصوّر للمرحلة المقبلة.
وبحسب المتحدث يتعين على الجزائر بناء نظام معلوماتي دقيق يكون أساسه الرقم الاحصائي الصحيح من أجل وضع الفرضيات والاحتمالات على المدى المتوسط والطويل باعتباره أساس أي تنمية أولاتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.
يبقى التحكم في الأدوات الاحصائية أحد التحدّيات التي تواجه الجزائر باعتبارها ركيزة أي تحليل للبيانات وتلعب دورا كبيرا في دقة النتائج المتحصل عليها وتفسير الظواهر المختلفة للوصول الى الحقائق المراد تفسيرها أوإيجاد حلول عملية علمية بإتباع الأسلوب الصحيح في تفسير البيانات والربط بينها.