في دراسة أجريت على مهنيي الصحة بمستشفى فرانس فانون

فصيلة الدم والطبقة الاجتماعية والسمنة... عوامل خطر تحدد الإصابة

فتيحة كلواز

 أكد المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، أن نتائج الدراسة التي أجرتها مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، عن إصابة أكثر من 17,1 بالمائة من مهنيي الصحة بكوفيد-19، أبانت عن خمسة عوامل خطر وكذا أكبر فئة أصيبت بالوباء، كاشفا أن الدراسة ستنشر قريبا، معتبرا الإعلام شريكا أساسيا لاكتساب المواطن تربية صحية سليمة وصحيحة.

 أوضح البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، أن الدراسة العلمية التي قامت بها مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، بالتعاون مع معهد باستور، جاءت بعد إصابة العديد من مستخدمي الصحة بالمستشفى بكوفيد-19، لذلك كانت بمثابة وسيلة لمعرفة عدد المصابين بالعدوى وأي شريحة منهم مستها العدوى، ومنه تحديد عوامل خطر تتدخل في إصابة هذا دون آخر بكوفيد-19.
كشف ضيف «الشعب»، أن الدراسة مست شريحة 3000 شخص من مهنيي الصحة بالمستشفى الجامعي فرانس فانون بالبليدة، وتوصلت نتائجها إلى أن أكثر من 17 بالمائة أصيبوا بالمرض، بينما كان أعوان الخدمات وشبه الطبي والأطباء العامون الأكثر تعرضا للإصابة بالعدوى، وهو ما توصلت إليه بعض المنشورات العلمية، لذلك تم التفكير في إخضاع مستخدمي الخدمات لتكوين خاص حول الاحتياطات الواجب اتخاذها لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.
في السياق ذاته، صرح عبد الرزاق بوعمرة أن الدراسة حددت خمسة عوامل خطر تكون سببا مباشرا في الإصابة بالعدوى، حيث أثبتت نتائجها أن لفصيلة الدم دور فيها، فمثلا أصحاب الزمرة الدموية «O» أقل عرضة للإصابة بكوفيد-19 بحوالي 22 بالمائة.
وتوصلت الدراسة أيضا، بشأن الطبقة الاجتماعية الأكثر عرضة لعوامل الخطر، إلى أن من ينتمون الى طبقة دنيا هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، إضافة الى السمنة، حيث توصلت نتائجها الى أن الأشخاص الذين يعانون السمنة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالمرض بحوالي 1,76 بالمائة، بينما كان الأطباء العامون وعمال شبه الطبي وأعوان الخدمات بالمستشفى الأكثر تعرضا لخطر الإصابة.
أما الفئة العمرية التي تعرضت للإصابة، فقد كان معدل الإصابة متقاربا بين مختلف الشرائح العمرية، فقد تم تسجيل نسبة 20,4 بالمائة بالنسبة للشريحة العمرية بين 45 و49 سنة، و20,2 بالمائة بالنسبة للشريحة العمرية بين 50 و55 سنة، وبلغت فئة الشباب بين 20 و24 سنة 20 بالمائة.
يذكر، أن مثل هذه الدراسات تسمح بمعرفة الوضعية الوبائية بمعطى علمي دقيق، ما يساهم في التحكم أكثر في الوضعية الوبائية للبلاد.

الإعلام... شريك أساسي

أكد المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي عبد الرزاق بوعمرة، على ضرورة التعامل مع الإعلام كشريك أساسي في التحسيس والتوعية، لأنه أحد المحاور المهمة في سياسة التعامل مع الوباء.
 فالإعلام على اختلاف أنواعه ومجالاته يساهم بشكل كبير في إعطاء المواطن المعلومات اللازمة والصحيحة حول الجائحة المستجدة، ما يجعله ينخرط تلقائيا في خطة مجابهة ومحاربة وباء كورونا، ما سيمنحه، مع مرور الوقت، تربية صحية سليمة تساهم في التحكم في الوضع الوبائي.
وقال الخبير، إن الومضات الإشهارية والترويج الإعلامي لمختلف إجراءات الوقاية، سيمنح المواطن القدرة على اكتساب معلومات صحية دقيقة وصحيحة بعيدا عن الإشاعة التي تروجها مواقع التواصل الاجتماعي والتي غالبا ما تكون سببا في التهويل ونشر الأخبار المغلوطة والخاطئة، ولعله السبب في رفض معظم شعوب العالم لقاح كورونا.
في هذا السياق، أكد بوعمرة ضرورة تعريف المواطن بكل تطورات الوباء، خاصة اللقاح، من خلال حملات إعلامية موجهة الى مختلف فئات المجتمع، كاشفا أن الشفافية والدقة العلمية مطلوبتان في العمل الإعلامي حتى لا يقع المواطن فريسة سهلة للإشاعة.
وقال إن الشفافية تفرض إعلام المواطن بالآثار الجانبية للقاح، لأنها الحقيقة وهي ردة فعل طبيعية لأي لقاح كان. أما الدقة العلمية فتفرض التعامل مع خبراء ومختصين وأطباء من اجل إعطاء المواطن معلومات صحيحة ودقيقة وواضحة بعيدة عن أي لُبس.
ونوه بوعمرة في الوقت نفسه، بالدور المحوري الذي يقوم به الإعلام في حرب الجزائر مع الوباء، حيث حرص ومنذ ظهور إول حالة إصابة بـ»كوفيد-19» في الجزائر، على التعامل بحذر مع الكم الهائل من المعلومات التي تناقلتها مختلف الوسائط الاجتماعية، لمنع دخول المواطنين في حالة من الهلع والخوف وكذا تجنيبهم اكتساب معلومات خاطئة عن المرض.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024