أكّد المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات، كريم ومان، أن الزيوت التي تخلّفها محطات التشحيم تمثّل موردا اقتصاديا هاما إذا ما أعيد استغلالها، بحيث تشكّل سوقا كبيرة إن فتح المجال للمستثمرين في هذا المجال وتصديرها كزيوت معالجة، والمساهمة في تخفيض استيراد الزيوت واستعمال هذه الزيوت المكررة، علما أنها تبقى تحت مسؤولية منتجها دائما في كل المراحل.
أوضح ضيف «الشعب»، أنّ تصدير هذه النفايات عنده ضوابط وطنية ودولية، ويجب أن تكون خاضعة لاتفاقية «بازل» لنقل النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها، مشيرا إلى أن الجزائر منخرطة فيها فلا يمكن تصديرها دون موافقة الطرفين، وفي حال حصول ذلك يمكن لوزارة البيئة منح رخصة الاستغلال بهذا الخصوص للشركة المعنية.
أشار ومان إلى أنّ الكثير يظن أن هذه الزيوت لا فائدة لها بالنسبة للاقتصاد الوطني، والعكس غير ذلك، والدليل قيمة هذه النفايات في السوق، وهو ما أثبتته دراسة قامت بها الوكالة الوطنية للنفايات لمدة سنة، حيث تمثل 21 مليار دينار كقيمة مالية في السوق، وهو رقم غير ثابت يمكن أن ينخفض أو يرتفع.
وبلغة الأرقام، تحدّث المدير العام للوكالة الوطنية عمّا تنتجه بلادنا من هذه النفايات سنويا نتيجة للنشاط الصناعي والتطور التكنولوجي والتغير في النمط المعيشي، بحثا عن الرفاهية مفرزا نوعا جديدا من النفايات.
معطيات تفرض تفكيرا جديدا في إدارتها والتخلص منها بالشكل السليم عبر إعادة تدويرها لتكون موردا اقتصاديا هاما في التصنيع، فبالنسبة للزيوت بمختلف أنواعها تنتج الجزائر ما قيمته 660 ألف طن، العجلات المطاطية 320 ألف طن، البطاريات 70 ألف طن، المواد الالكترونية 35 ألف طن سنويا.
ويرى ومان أنّ وظيفتهم كوكالة إعلام الآخر بهذه المعلومات والمؤشرات الاقتصادية الهامة ووضعها بين أيديهم، خاصة المستثمرين بهدف تحفيزهم على الاستثمار في هذا المجال، وهنا يأتي دور البلديات - حسبه - لأنه لابد من الحديث عن ما ينتج بإقليمها والعمل على استقطاب المستثمرين، خاصة وأن سياسة الجزائر الجديدة تطلب منها التوجه نحو التعامل بمنطق التسويق من خلال تثمين محيطها، وتروّج لهذه النفايات بشكل ايجابي وليس كإشكال سلبي يجب التخلص منه، ما سيعود بالفائدة عليها خاصة من حيث الضرائب وإنشاء مناصب شغل.
وفي نفس السياق، كشف ومان أنه لأول مرة ستقوم الوكالة الوطنية للنفايات بإصدار تقرير سنوي بداية من السنة الجديدة تقدم فيه كل الوضعية العامة لتسيير النفايات بالجزائر.