ديمومة التسيير للقضاء النهائي على كل النقاط السوداء

ديمومة التسيير للقضاء النهائي على كل النقاط السوداء

آسيا مني

لفت المدير العام للوكالة الوطنية للنفايات، كريم ومان، إلى أن الوضع البيئي يستلزم تبني مخطّطات تشمل رؤية ديناميكية كفيلة بإعادة  بعث وتنظيم بلدياتنا بهدف تصحيح كافة الاختلالات التي تسببت في الانتشار الرهيب للنفايات المنزلية عبر شوارعها.
يؤكّد ضيف «الشعب» ضرورة السعي إلى وضع سياسة بيئية حضرية تكون بمسعى متجانس من أجل تسيير النفايات المنزلية،  وضمان الوقاية من مخلّفاتها وتقليص آثارها السلبية على البيئة بالنظر الى الغازات السامة المنبعثة منها، مع ضرورة إعادة النظر في الورشات التي تطلقها الجماعات المحلية بطريقة تضمن جمعها يوميا وبشكل منتظم.
ومان وفي تعليقه على ظاهرة الانتشار الرهيب للنفايات المنزلية عبر مختلف شوارع بلديات العاصمة، والتي أعطت صورة سيئة للبيئة في الجزائر، قال إن جمع النفايات ليست بالمهمة السهلة ولا بالمعقّدة، بل تتطلب حسب أهل الاختصاص التسيير المحكم عن طريق تبني مخطط  يتم عبره إشراك الجهات المعنية بما فيها المواطن، المطالب اليوم باحترام مواقيت إخراجها بعد جمعها في أكياس مغلقة.
كما أفاد أنه لا يمكن تحميل مسؤولية الانتشار الواسع للنفايات عبر أحياء بلديات العاصمة الى المواطن فقط بل ـ يقول يضيف :الشعب» ـ إن هناك شبكة علاقات في المجتمع فلا يجب أن ننسى دور السلطات المحلية وكافة الفاعلين في هذه المعادلة في توفير كل ما هو ضروري من أجل توفير بيئة ملائمة.
فالتسيير يقول ومان له معايير ومعطيات وعدة مراحل وأهداف وميكانيزمات تأتي عن طريق المخطط البلدي لتسيير النفايات المنزلية،وهو ما نعمل عليه مع كل البلديات من خلال تحفيزهم بأهمية القيام بهذه المخططات المعتمدة على دراسات معمّقة تمكّن من معرفة محيط البلدية، وما تتطلبه من إمكانيات مادية وبشرية من عمال ووسائل لوجيستية، وهو ما يندرج ضمن التسيير العصري للنفايات.
وفي طرحه لإشكالية النفايات في الجزائر، قال ومان إن العشرية السوداء تركت آثارها، إذ لم تكن عملية تسير النفايات من أولوياتها  ما خلق تراكمات، ولكن اليوم يؤكد ضيف «الشعب» قائلا «نحن نقوم بالتسير الطبيعي للنفايات، تخطيط التسيير وبرمجة التسيير بوسائل مراقبة وتقييم من أجل إعادة التحيين، وهناك جانب تحسيسي وتوعوي مهم، فقليل من رؤساء البلديات يتحدّثون عن تسيير النفايات   وتكلفتها، فهي إجراءات من شأنها أن تجعل المواطن ينخرط في تسيير النفايات».
وشدّد على ضرورة إشراك المواطن في هذه المعادلة البيئة من أجل ضمان تسيير ناجح ومتكامل، الأمر الذي يتطلب حسبه انخراط الجميع فيه، والمواطن هو صلب الموضوع ونحن كهيئات وفاعلين -يضيف - «نعمل لصالحه، لذلك كل المخططات والمقاربات وجب أن تخضع لقبول المواطن، فتسيير النفايات تدخل في إطار الثقافة، فهناك دول لا تملك حاويات، غير أنّنا نلاحظ أن المواطن لديه نظام مبرمج على إخراجها في وقتها المحدد، لكن العمال أيضا منظمين وهناك ألوان من الأكياس المتفق عليها يتم إحترامها».

تسيير النفايات مجال واسع من شأنه أن يخلق مناصب شغل هامة

  في رده على سؤال حول مهام اللجنة التي تقوم باستقبال حاملي الأفكار في مجال تسيير النفايات، قال ومان إنّ دورنا ومرافقتهم ومحاولة تهيئة الأرضية لهم بما يسمح بمساعدتهم في تجسيد مشاريعهم الاستثمارية، ودورنا إيصال المعلومة الصحيحة لكل الفاعلين التي تجعلهم يرون النفايات كمصدر للثروة، وليس النظر إليها فقط إلى جانبها السلبي على البيئة من خلال العمل على الترويج لكل ما يدور حول تسيير النفايات وتحسيس الجماعات المحلية بأهمية فتح المجال خاصة أمام الشباب لإدماجهم في إطار سلسلة تسير النفايات.
فالمجال - يقول ومان - هو كبير وواسع من شأنه أن يساهم في استحداث مناصب شغل هامة مباشرة وغير مباشرة، فهناك يد عاملة يتطلب توظيفها، وشاحنات وجب استعمالها وهي الوسائل المادية التي تتطلب صيانة، ما يعني خلق مؤسسات صيانة وقطع غيار ومؤسسات الفرز، ويسمح بخلق مناصب شغل، خاصة على ضوء التكنولوجيات الحديثة التي ستمكّنه من التوسع أكثر مستقبلا، غير أنّ الانطلاقة الصحيحة يؤكّد ومان تبقى على عاتق البلدية التي يجب أن تكون لها نظرة استشرافية في تصنيف النفايات.  
وفي هذا الإطار، أعطى ومان مثالا عن القارورات البلاستيكية التي يتم جمعها يوميا والتي تشكل 4 بالمائة من إجمالي النفايات المنزلية المنتجة من أصل 13 طن سنويا من النفايات المنزلية، وقال إن كانت نسبتها قليلة إلا أنها تسمح بخلق أكثر من 7 آلاف منصب شغل فيما تعلق بالتشغيل المباشر، بالإضافة إلى أمور كبيرة إيجابية يمكن أن يتم خلقها في سوق النفايات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024