أكد على تقوية الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات

مواطنون لا يدركون أبعاد الحرب الإعلامية ضد الجزائر

حياة. ك

دعا الخبير الأمني أحمد عظيمي، إلى تقوية الجبهة الداخلية، لأنها تعد صمام الأمان الذي يمكن أن يصد كل الأخطار التي قد تحدق بالبلد، وذلك من خلال إعلام قوي يستهدف المواطن البسيط، المراهق والشاب الذي لا يدرك أبعاد الحرب الإعلامية التي تشن على الجزائر.
أوضح عظيمي خلال نزوله، أمس، ضيفا على جريدة «الشعب»، أن كل الأزمات الكبيرة التي تعرضت إليها الجزائر من الخارج، تم صدها بجبهة داخلية قوية.
وقال إنه منذ بداية الاستقلال، لما الجيش المغربي هجم على الجزائر، حتى المشاكل التي كانت قائمة داخليا، بين المرحوم آيت آحمد الذي كان قد أعلن التمرد، توقف عن هذا التمرد وتم التوجه إلى الحدود الغربية للدفاع عن البلد. مضيفا «صحيح أن هناك اختلافات بيننا»، لكن عندما تتعرض الجزائر لأي خطر نؤجل الاختلافات ونذهب لحماية الحدود.
وذكر عظيمي، أنه منذ 1963 لغاية الآن، كلما كانت هناك مشكلة نواجهها بالجبهة الداخلية. لكن اليوم هناك مشكل مع هذه الأخيرة، 30 سنة مرت بداية من عشرية الإرهاب وعقدين من عملية مبرمجة لإضعاف مؤسسات الدولة، وهذا ما جعل الجزائر تغيب تماما عن الساحة الدولية، ولم تعمل خلال هذه الفترة الطويلة من أجل تقوية الجبهة الداخلية.
ولما ننظر إلى الساحة الداخلية – يضيف-، نجد غضبا كبيرا نتيجة 30 سنة الماضية، حيث أن هناك تهلهل وتفتت في هذه الجبهة، لذلك نحتاج اليوم إلى إعادة لملمة الصفوف الجزائرية، وأن يدرك الناس الأخطار المحدقة بالبلد، وأن نسعى جميعا (سلطة، أحزابا سياسية، مجتمعا مدنيا، نخبة ومواطنين) إلى إحداث تغيير حقيقي لبناء جزائر جديدة بالمعنى الكامل للكلمة، وأن نعمل من اجل أن نقبل بعضنا البعض، مشيرا إلى أن كل الدول التي تعيش الأزمات هي الدول المهلهلة داخليا.
وقال عظيمي، إننا خرجنا من 3 عقود من «اللامبالاة» ونتيجة لذلك وقعت كل أنواع التطرف. ويكفي أن نقرأ في بعض الصفحات في المواقع الاجتماعية، نجد هذه التطرفات ومطالب تمس بالوحدة الوطنية، وتمس بما يربطنا كجزائريين. هناك أصوات تطالب بأشياء لا يعقل أن يكون صاحبها جزائريا. هذا الوضع الصعب يحتم علينا الإسراع في إعادة اللحمة الوطنية، مشيرا إلى أن حظ الجزائر في جيشها، لولا وحدته وقوته ووطنيته لكانت الجزائر اليوم مقسمة إلى دويلات.

الشعب الجزائري اكتسب مناعة ضد الحروب النفسية

تكون إعادة اللحمة الوطنية –كما يرى عظيمي – من خلال حوار مفتوح لكل الناس بدون إقصاء، لأن هذا الأخير الذي «عشناه كثيرا» خطر على الوحدة الوطنية، ولا يجب أن نخشى من الاختلاف، لأنه يؤسس للدول القوية، شريطة أن يكون الاختلاف في بناء الجزائر القوية الموحدة، لابد أن نقبل بعضنا البعض، «كن ما تشاء، لكن في خدمة الوطن. وعلى السلطة أن تسعى من أجل هذا الهدف».
وبالرغم من الحدود الملتهبة من الشرق والغرب «إلا أننا مرتاحون لأمن الجزائر، لا أحد يستطيع أن يقترب من حدودنا» - يؤكد عظيمي-، لكن الحروب الآن – يضيف - لا تخاض بالأسلحة التقليدية، ولا يحتاج العدو أن يحتل أو يسيطر على الجزائر، بل يستعمل وسائل أخرى أو ما يسمى «حروب المعلومات».
قال عظيمي، إنه عند متابعة مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات والصحف حول ما يكتب عن الجزائر «نشعر بالخوف» من جهة، لأننا نشعر بأن هناك حرب إعلامية حقيقية مخططة ومبرمجة ضد بلادنا، وهي ممنهجة ومنظمة وبمحتوى تضعه أطراف.

الحرب الإعلامية ضد الجزائر لم تحقق أهدافها

من جهة أخرى، لا يوجد شيء ـ استطرد ـ نواجه به هذه الحرب الإعلامية التي تحاك ضد الوطن، لذلك لابد من تأطير في مجال الاتصال والعمل على رص صفوف الجبهة الداخلية واستهداف المواطن البسيط، المراهقين والشباب الذين لا يدركون أبعاد هذه الحرب.
لكن بالرغم من كل ذلك، يطمئن عظيمي أن الحرب الإعلامية ضد الجزائر لم تحقق أهدافها، نظرا لمناعة الشعب الجزائري ضد الحروب النفسية التي اكتسبها من الثورة التحريرية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024