مع استمرار تهديد الفيروسات التاجية للبشرية، د.قايدي:

الجزائر مطالبة بالاستعداد لما هو أسوأ

سعاد بوعبوش

 

 

 

 الوضع الوبائي متحكم فيه... لكن الحذر مطلوب

سلسلة جديدة من كوفيد-20، اكتشفت هذا الصيف بإسبانيا، وأكثر حالات الإصابة بها موجودة حاليا ببريطانيا. وانتشرت حالات مثيلة في إيرلند، هولندا، فرنسا، سويسرا، إيطاليا وحتى استراليا، ما حتّم على دول القارة العجوز اتخاذ إجراءات مشددة لاحتواء الوضع، في انتظار معرفة كيفية التعامل معه.
ظهور هذه السلسلة الجديدة المتحولة من فيروس كورونا، تفرض الاستعداد لما هو أسوأ، أو على الأقل الحذر، سواء من باب المواجهة أو التكفل بعدد مصابين، قد يكون أكبر مما هو معروف عن ضحايا الفيروس التاجي حتى الآن.
هذا المعطى الجديد، يستدعي تغيير طريقة العمل في مكافحة الوباء، مثلما يقول د. حفيظ قايدي، طبيب رئيس، مختص في الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك بالبليدة.

سرعة الانتقال والانتشار ميزة السلسلة الجديدة

يرى ضيف «الشعب»، أن الإشكال الذي يطرحه تحول فيروس كورونا المعروف منذ 11 شهرا، هو سرعة الانتقال والانتشار، ما سيؤثر على أداء الهيئات الاستشفائية. غير أن المعطيات المتعلقة بالسلسلة الجديدة من فيروس كورونا، تؤكد أن الشفرة الوراثية ثابتة لم تتغير، ما يعني نفس الأعراض، نفس الخطورة، وبالتالي فالتكفل الطبي لن يتغير وهو أمر يبعث على الارتياح علميا.
وبحسب د. قايدي، التحدي يكمن في احتمال تزايد عدد المصابين به، لكن ما دام ليس هناك تغير في أمور أخرى، لاسيما الوراثية، الأمر عادي. لهذا يتعين على الجزائر والقائمين على قطاع الصحة، التحضير من الآن لهذا الاحتمال، لاسيما فيما يخص تعزيز المصالح التي لحد الآن قامت بما عليها، وتحكمت في الوضع، سواء من حيث توفير الأسرّة أو الطاقم الطبي، أطباء وشبه طبي، مثلما يقول.

التفكير بطريقة عمل جديدة...

يرى المتحدث أن عدد المصابين إذا فاق العدد الحالي سيترتب عنه خوف كبير، ولهذا لا يمكن الاستمرار بطريقة العمل الحالية وإن كان متحكما في الوضع الوبائي لحد الآن، لكن يجب التفكير فيما هو أسوأ من خلال التفكير في طريقة عمل جديدة في التكفل بالمرضى، والاستفادة من التجارب الآسيوية في التعامل مع الوضع، من خلال تحضير مساحات أوسع وتخصيصها لمواجهة الوضعية الوبائية وتجنيد طاقم طبي مخصص لكورونا.
وبرّر د.قايدي التفكير في فتح مراكز ومساحات أخرى تستوعب الأعداد المتوقعة من المصابين وفصل الطاقم الطبي المتكفل بالمصابين بكوفيد عن باقي الطاقم المهني، لاحتواء الوضع والتحكم في انتشار الوباء ومحاصرته وإحداث القطيعة مع أي احتكاك محتمل.
كما أشار، أن الوضعية الاستعجالية تتطلب اتخاذ نوع من القرارات التي تقد تؤثر عن باقي المصالح والفئات في حال استغلال المساحات المتعلقة بها على غرار الأحياء أو الإقامات الجامعية.

صلاحية اللقاح للأنواع المتجددة؟

في المقابل، يقدم د. قايدي تساؤلات قد يطرحها تغير السلسلة الجديدة، تتعلق بمدى صلاحية اللقاح المكتشف لهذا النوع الجديد، لكنه أنتج وفق المقاييس والمعايير المحددة لكوفيد-19، رغم تطمينات بريطانيا والولايات الأمريكية، مشيرا إلى ضرورة إدراك أن هذه المخابر لديها حسابات أخرى تجارية.
ودعا المتحدث أصحاب القرار بالجزائر والخبراء والعلماء، إلى الاجتماع دوريا لتقييم الوضعية الوبائية والحصول على المعلومات والمعطيات بصفة دورية ومتابعة التجارب في هذا الشأن، لاتخاذ قرارات عقلانية وفي الوقت المناسب. مع الأخذ في الحسبان أن العالم يعيش حربا بيولوجية، وهذه اللقاحات والأدوية لها فوائد على بعض أنظمة الدول والمخابر الكبرى، وبالتالي مراعاة كل هذه الأمور التي من شأنها أن تؤثر على الأمن الصحي بالجزائر أو تكون لها انعكاسات عليه.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024