ضرورة اعتماد القياسة لمراقبة عمل مخابر

البنايات الكولونيالية ليست مضادة للزلازل... لكنها صمدت

حياة. ك

أكدت المهندسة المختصة في ميكانيك التربة والخبيرة في البناء والعمران حسينة حماش، ضرورة اعتماد القياسة، التي تعد أساسية في مراقبة عمل المخابر التابعة للخواص التي تعمل في مجال مراقبة مواد البناء والخرسانة، لتفادي التشققات والتشوهات التي تظهر في المساكن حديثة الإنشاء، منها الأحياء الجديدة بالمدن الكبرى، على غرار العاصمة.

أفادت حماش لدى نزولها، أمس، ضيفة على «الشعب» أن البنايات الكولونيالية لم تكن مضادة للزلازل، لكن بناءها تم باحترام معايير البناء. وقد لاحظت الخبيرة أنه في سنة 2003، عندما قامت بالخبرة على البنايات بعد زلزال بومرداس، وجدت بناية في الدار البيضاء، وقد تلقت ارتدادات الهزة الأرضية لكنها لم تنهار، عدا سقوط بعض الأحجار منها، وعندما عاينت المواد التي سقطت منها، لاحظت أن الخرسانة احتوت على مواد نظيفة، يعني بها معيار الجودة، بينما عندما عاينت بنايات ولاية ميلة التي تعرضت إلى زلزال شهر أوت الماضي، وجدت أن هناك مدرسة بنيت حديثا تشققت جدرانها، وهذا يدل على زنه لم يتم بناؤها وفق المعايير المطلوبة، في إشارة إلى نوعية مواد البناء.
وهنا تبرز أهمية المخبر الذي يتعين عليه وضع تحاليل المواد المستعملة في البناء قبل الإنجاز، ويقوم بالمتابعة فيما بعد لكي يعرف طاقة تحمل البناية. وفي حال ظهر عكس ذلك، لابد من هدم ما بني وإعادته من جديد. وبعد إنجاز والتأكد من صلابة المنشأة، خاصة المنشآت الكبرى تكون متابعة بالنسبة للسدود، الموانئ وجامع الجزائر والمستشفيات، من خلال الصيانة وحركية الأرضية.
لفتت حماش في هذا الإطار، أن الشيء الجيد في الجزائر أن المراقبة التقنية للبنايات تسهر عليها الدولة من خلال مركز المراقبة التقنية للبنايات «سي.تي.سي»، بينما مخابر تحاليل مواد البناء هي تابعة للخواص، ومعتمدة من قبل الوزارات المعنية كالصناعة والمناجم، لكن المراقبة الجيدة تعتبرها مسألة «ضمير»، في إشارة إلى العيوب التي تلاحظ على سكنات منها حديثة الانجاز.
ولفتت المتحدثة في هذا السياق، إلى أهمية القياسة «المترولوجيا» التي لا تخضع، بحسبها، إلى المراقبة، وركزت على الأهمية الكبيرة لدراسة القياسات «الميزان»، لأنها تقدم معلومات دقيقة للمواد، بالإضافة إلى المراقبة. وطالبت في هذا الصدد، بتأسيس مركز لمراقبة عمل المخابر ومدى فعالية ونجاعة الوسائل التي يستعملونها في المراقبة.
وقالت حماش، لابد من الاعتماد على عبقرية المهندس الذي يحدد قبل الإنجاز كم عمر يمكن أن يعيش فيه الإنسان في البناية؟ والرفاهية التي يمكن أن توفرها لساكنيها، بالإضافة إلى اختيار المواد التي تنجز بها وذلك بأقل تكلفة ممكنة، لذلك هناك معايير لابد من اعتمادها في البناء، وهذا يتسنى بالبحث الذي تقوم به الجامعات والمخابر ووزارات السكن والعمران والمدينة، الأشغال العمومية والمياه.

سيدي عبد الله وبوينان أحياء جديدة وليست مدنا

وفيما يتعلق بالمدن الجديدة، على غرار سيدي عبد الله وبوينان، تعتبر حماش أنها أحياء أكثر منها مدنا، وتوضح بأن انجاز المدن الجديدة يتطلب تفكيرا معمقا في مجال التهيئة العمرانية من قبل مختصين في مجال البناء والعمران، ولابد من إنشاء أقطاب جديدة بعيدا عن المدن الكبرى، كما ترى انه من الضروري التركيز على عامل الخصوصية لكل مدينة جديدة.
ولفتت في معرض حديثها، إلى أن الأوبئة ساهمت في تطور العمران عبر مختلف الحقب التاريخية، حيث أن بظهور وباء الطاعون والكوليرا، فكروا في إدخال الماء إلى المنازل بعدما كان الناس يجلبونه من خارج مساكنهم. وأشارت إلى أن كل وباء له خصوصياته، فجائحة كورونا يتطلب تفادي العدوى والإصابة بالفيروس التباعد الجسدي أو الاجتماعي.
 وهذا ما جعل التفكير حاليا في العودة إلى السكنات الفردية، حيث يكون الاحتكاك أقل مع الآخرين، وهذا ما يتطلب، بحسبها، التفكير بجدية في نوع السكنات التي ستنجز مستقبلا، لأننا لا نعرف أي أوبئة ستترصد بالإنسان في المستقبل، خاصة وان الأمر يتعلق بحرب بيولوجية، لذلك لا بد من «معالجة هذه الأوبئة في الجانب العمراني».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024