أكّد الأستاذ الجامعي بكلية العلوم السياسية جامعة الجزائر 03، عبد الرزاق صاغور، أن استرجاع رفات 24 من جماجم شهداء المقاومة الشعبية هو إشارة قوية سواء من الجزائر أو فرنسا على بداية خلق سياسة جديدة مبنية على الاحترام المتبادل وعلى التوافق، معتبرا هذه الخطوة مقدمة للاعتذار عن جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر.
أوضح صاغور في تصريح لـ «الشعب» على هامش منتدى الجريدة، أمس، إلى أن الوضع الذي جاء بعد إسترجاع الجماجم، أدى إلى إعادة نوع من الثقة بين طرف السلطة في الجزائر وهو مكسب لتاريخ الجزائر، والتي كانت تعتبر فرصة للنظام على أنه يعيد شرعية الخطاب التاريخي، مضيفا أن هذا كله ينصب في اتجاه إعادة بناء علاقات ثنائية بين الجزائر وفرنسا، وعلاقات بين الدولتين وكذا علاقات إحترام سيادتهما، قائلا: «نعتبرها إشارة جديدة ورسالة يمكن البناء عليها».
وفي رده عن سؤال حول مدى أن تكون هذه الخطوة استكمالت لإسترجاع بقية الرفات والأرشيف، أكّد أنه من خلال الإتصال الذي أجراه مؤخرا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يتضح نية استرجاع بقية الجماجم، وهذه كلها مقدمات للإعتذار عن تاريخ فرنسا في الجزائر.
وبالنسبة للتصريحات العنصرية لرئيسة حزب اليمين المتطرف مارين لوبان، أكد أن هذا الحزب هو دائما متطرف ومعادي إلى كل ما هو أجنبي خاصة تاريخ الجزائر، قائلا: «الحنين بالنسبة لليمين المتطرف أنه لا يعترف بأن الجزائر دولة مستقلة، وبالتالي تصريحات لوبان لا تعبر إلا على فئة قليلة داخل فرنسا»، مشيرا إلى أن هذا الحزب له أفكار قديمة استعمارية، والجزائر تتعامل مع دولة بمؤسسات وسيادة وليست كأفراد وجماعات وتنظيمات سياسية.