أكّد، أمس، وزير الخارجية صبري بوقدوم، أنّ الجزائر ترفض التدخل الخارجي في شؤون ليبيا والتزامها الدائم بقرار الشعب الليبي السيد فيما يتعلق بحل الأزمة، والذي يقوم على توافق جميع مكوناته بعيدا عن كل تدخل أجنبي في أي مكان، مشيرا ان مصلحة الجزائر في استقرار ووحدة الشعب الليبي.
صرّح بوقدوم حول الوضع الليبي والمناورات العسكرية قرب الحدود الليبية، وعن موقف الجزائر إزاء هذه المستجدات «أن موقف الجزائر واضح ويرفض أي تدخل خارجي»، هذا المصطلح الذي أصبح يطرح إشكالا كبيرا، مشيرا إلى أن ليبيا لو حصلت على الدعم السياسي وليس العسكري ما طال عمر الأزمة 9 سنوات.
وأوضح وزير الخارجية أن الجزائر ترفض رفضا تاما وقاطعا لأي تدخل خارجي، خاصة ما تعلق بحظر الأسلحة الذي أقرّ من قبل مجلس الأمن بـ 14 صوتا وامتناع،ما يعني احترام حظر الأسلحة لأنّها لازالت تدخل من جميع الجوانب، يقول بوقدوم.
وقال إنّ الجزائر ترفض وتحترم السيادة الليبية وسيادة القرار الليبي، مشيرا إلى أن المخاوف اليوم تكمن في تضرر المدنيين، على اعتبار أن الكثير من الليبيين لا نراهم في المعارك أي المعارك بالمعنى الكلاسيكي، وأن الجزائر ترفض التدخلين العسكري والسياسي، وتؤيد الليبيين في إيجاد حل للأزمة.
واعتبر وزير الخارجية أنّ العالم يشهد حاليا حربا بالوكالة في ليبيا، ولا يجب إعادة تكرار السيناريو السوري في بلد واقع في شمال إفريقيا ،«لأنّ المخاوف اليوم أن تسلك ليبيا ذات المسلك»، مؤكدا على احترام حسن الجوار وحل النزاعات سلميا، مشيرا إلى أن الحوار الحل الوحيد للأزمة.
وقال بوقدوم إنّ كل الأطراف الليبية ليس فقط من بنغازي وطرابلس رغم أنّهما طرفان أساسيان تطلب وساطة الجزائر، لأنّنا البلد الوحيد الذي لم يرسل سلاحا ولا مرتزقة لليبيا بل فقط رسالة أمل لكل الأطراف من أجل حل سياسي، فالجزائر تجمعها روابط تاريخية مع ليبيا، مشيرا إلى أن بلدنا يحترم السيادة الليبية وله علاقات ودية مع طرفي النزاع، مضيفا أن الجزائر ترفض أي تدخل عسكري خارجي مهما كان مصدره، مجددا تأكيده على الموقف الجزائري الداعي إلى الحوار الليبي-الليبي للخروج من الأزمة، وقال إن الواجب على الجزائر أن نقوم بدور خاص في ليبيا لمصلحة الجزائر والليبيين.
وعرج بوقدوم، في معرض حديثه، إلى الطلب الملح من الليبيين للتدخل الجزائري، لأن الجزائر ليست لها مصالح ومصلحتها الوحيدة تكمن في استقرار ووحدة ليبيا، خاصة وأنها تعلم أن هدفها الوحيد هو تحقيق السلم في هذا البلد، ومن واجب الجزائر أن تواصل جهودها في هذا الملف لمصلحة الليبيين والجزائر.
وأكّد وزير الخارجية أن الدفاع والأمن والسياسة الخارجية في أي بلد يستحقون الإجماع الوطني، كاشفا أنّ السياسة الخارجية لأي بلد لابد أن يكون فيها إجماع، مضيفا أن الوضع الداخلي لأي بلد يؤثر على السياسة الخارجية، مؤكدا أن الدبلوماسية الجزائرية تواصل العمل في الكواليس وفي صمت من أجل الوصول إلى حل سياسي يجمع كل الفرقاء الليبيين في أقرب وقت.