وقفة عرفان للشّهداء وتضحياتهم الجسام
استحضرت جريدة «الشعب»، رفقة القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، أمس، مآثر الشهداء الذين ضحّوا بالنّفس والنّفيس في سبيل أن يحيا الوطن حرّا مستقلا، حيث سلّط العقيد كموش خميسي مفتش مديرية مدارس أشبال الأمة، الضوء في منتداها الموسوم بـ «الأشبال وتواصل الأجيال» على الجهود التي ما فتئت مؤسسة الجيش تبذلها من أجل ضمان «خير خلف لخير سلف»، وترسيخ معاني وقيم ثورة التحرير الوطنية في ذاكرة الأجيال الصاعدة لحمل رسالة الشهداء بكل أمانة ومسؤولية ومجابهة مختلف التحديات المعاصرة بنفس الروح والعزيمة، ومن أجل تحقيق ذلك قامت بإعادة بعث مدارس أشبال الأمة التي تعد امتدادا لمدارس أشبال الثورة، ومشتلة يتخرّج منها ضباط وإطارات مبادئهم القيم الوطنية، وسلاحهم قاعدة علمية صلبة، تؤهلهم لمسايرة التطورات والدفاع عن حرمة التراب الوطني.
فضّل العقيد كموش، في بداية ندوته، المنظمة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد، المصادف لـ 18 فيفري من كل سنة، التذكير بالتضحيات الجسيمة التي قدمها شهداؤنا في سبيل استرجاع حرية الوطن، وتخليصه من أغلال مستعمر إرتكب جرائم بشعة اقترفها في حق الشعب الجزائري، محاولا طمس الهوية الوطنية عن طريق أساليب الإبادة، الطرد، التوطين والتعايش، نتج عنها تدهور في الحالة الاقتصادية، الإجتماعية والثقافية للمجتمع الجزائري، ناهيك عن جرائم التعذيب والقتل اللّذين لم يسبق لهما مثيل في تاريخ المعمورة.
وقال العقيد كموش، إنّ المستعمر الفرنسي أخطأ في دراسة ومعرفة طبيعة ووجدان الشعب الجزائري، لأن المقاومة الشعبية انطلقت، وتبلورت معها القضية الجزائرية إقليميا ودوليا، موضحا أن نتائجها كانت بداية فشل الاستعمار الفرنسي الذي تقدّم في عدة مرات بوعود كاذبة، وأفرزت قناعة تامة لدى الشعب الجزائري أن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، وعلى هذا الأساس تبلورت فكرة الكفاح المسلح التي أثمرت باليوم المشهود «أول نوفمبر 1954»، حيث هب الشباب الجزائري بأبسط الإمكانيات وأقوى المعنويات، مقرّرا «الحرية أو الاستشهاد»، فكان الكفاح طويلا، شاقا ومرا، إلا أنه صنع أعظم ملامح التحرير في تاريخ المعمورة.
ولأنّ استرجاع الحرية والاستقلال كان بتقديم جهود جسام، من قبل رجال ونساء جسّدوا ميدانيا أرقى وأسمى معاني التضحية والوفاء، يجدر بنا ــ يضيف العقيد كموش ــ الاعتراف والافتخار بتضحياتهم واستخلاص العبر والقيم الوطنية منها، والوفاء بعهد الشهداء، وعلى هذا الأساس قرّرت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، إعادة بعث مدارس أشبال وشبلات الأمة التي تعد امتدادا لمدارس أشبال الثورة.
واعتبر ذات المسؤول، مدارس أشبال الأمة مشتلة لمؤسسة الجيش الوطني العتيدة، يتخرّج منها أشبال وشبلات مبادئهم القيم الوطنية، سلاحهم قاعدة علمية صلبة، تؤهّلهم إلى مسايرة التكنولوجيا الحديثة التي تعتمدها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، في عصرنة قواتنا المسلحة مما يمكنها من الدفاع عن حرمة وسلامة التراب الوطني في كل الظروف.
10 مدارس تفتح أبوابها لأبناء المجتمع المدني
عكفت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، على إعادة بعث الهيكل التعليمي والتكويني لمدارس أشبال الأمة ضمن 10 مدارس منتشرة عبر التراب الوطني، تمثل 3 ثانويات بكل من سطيف، وهران، والبليدة، و7 متوسطات، بكل من تمنراست، بشار، الأغواط، تيارت، المسيلة، باتنة، وبجاية، تعمل منذ 2009، على تكوين الإطارات والضباط لفائدة القوات المسلحة في مختلف التخصصات، وتخريج نخبة واعية بواجبها الوطني، متحملة لمسؤولياتها الثقيلة.
وحسب العقيد كموش، تعد ثانوية وهران أول مدرسة فتحت أبوابها لأبناء المجتمع المدني، وكان ذلك في السنة الدراسية 2009-2010، وتخرّجت منها أول دفعة لحملة شهادة البكالوريا في 2012، موضحا أن مدارس أشبال الأمة لم تفتح أبوابها لأبناء المجتمع المدني دفعة واحدة بل كان ذلك تدريجيا، حيث تمّ فتح ثانوية ثانية بالناحية العسكرية الأولى بالبليدة سنة 2012-2013 تخرّجت منها أول دفعة لشهادة البكالوريا 2015، ثم الثانوية الثالثة بسطيف سنة 2015، وأول دفعة فيها لشهادة البكالوريا 2018.
في حين فتحت أول متوسطة أبوابها بولاية بشار، وكان ذلك في السنة الدراسية 2012-2013، وتخرّجت أول دفعة لشهادة التعليم المتوسط في 2014، لأنّ الذين التحقوا بالمدرسة كانوا في الصف الثاني والصف الثالث متوسط، وتوّجوا بالشهادة بعد عامين من الدراسة وانتقلوا مباشرة إلى الثانوية.
أما مدارس أشبال الأمة باتنة، بجاية الأغواط فقد فتحت أبوابها في السنة الدراسية 2015-2016، وأول دفعة لشهادة التعليم المتوسط كان في 2018، وبالنسبة للمسيلة، وتيارت، فتحت أبوابهما في 2016-2017، وستتخرّج هذه السنة أول دفعة في شهادة التعليم المتوسط.
وفي هذا السياق، أعرب العقيد كموش عن أمله الكبير في أن يحذو تلاميذ هذه المدرسة حذو المدارس السابقة في النتائج، أما متوسطة تمنراست فكانت آخر من فتحت أبوابها وذلك في السنة الدراسية 2018-2019، ينتظر تخرج منها أول دفعة في شهادة التعليم المتوسط في 2020.
الانضباط...سرّ النّجاح الوحيد
حققت مدارس أشبال الأمة نتائج باهرة في مختلف الأطوار التعليمية بلغت نسبة نجاح 100 بالمائة في شهادتي البكالوريا، والتعليم المتوسط لعدة سنوات، جعلت الكثير يتساءل عن سر هذه النتائج المتميزة، وأرجع العقيد كموش في رده على سؤال «الشعب» سر هذا النجاح إلى الانضباط سواء من ناحية قيادة المدرسة أو الطاقم البيداغوجي أو مؤطري الأشبال.
وتعمل مدارس أشبال الأمة المنتشرة بالتراب الوطني، حسب المحاضر والموضوعة تحت وصاية وزارتي التربية والدفاع الوطني، على تطبيق حرفيا المنهاج التعليمي الذي تقرره وزارة التربية، ليس هذا فقط بل تحترم حتى رزنامة العطل المدرسية، في حين تقتصر مهمة وزارة الدفاع الوطني على تنظيم مهام هياكل المدرسة وتوفير الإمكانيات الضرورية لخلق جو ملائم لدراسة الأشبال.
ورغم أن قيادة مدارس أشبال الأمة كلهم عسكريون، إلا أن ذلك –يضيف العقيد كموش- لم يمنع «العسكري الشهم الملتزم بالقوانين والنظم المقدس لعمله»، من اكتساب صفات ثانية هي «الأبوة والمربي»، بالإضافة إلى الإحساس بالأمانة التي بين يديه والثقة، وهي من بين أسرار النجاح كذلك.
شهادة البكالوريا بالأرقام
2012: نسبة نجاح 100 بالمائة، 46 جيدا جيدا، 88 جيد، 19 قريب من الجيد، 3 مقبول.
2013: 99.17 بالمائة
2014: 100 بالمائة
2015: نجاح 100 بالمائة في مدرستي وهران والبليدة.
2016: وهران 99.24 بالمائة، البليدة 99 بالمائة.
2017: وهران والبليدة 100 بالمائة.
2018: وهران والبليدة 100 بالمائة، وسطيف 98 بالمائة.
2019: وهران 100 بالمائة، البليدة وسطيف 99 بالمائة.
نتائج شهادة التعليم المتوسط:
-الثلاث دفعات الأولى بمدرسة بشار، 2014 و2015 /100 بالمائة، و2016/ 99.32 بالمائة، 2017/ 100 بالمائة.
2018: بشار، الاغواط، باتنة، بجاية 100 بالمائة.
2019: بشار، باتنة، بجاية 100 بالمائة، الاغواط 97.40 بالمائة.