شدّد بربر بومدين، العقيد المتقاعد وأحد أشبال الثورة على دور الأولياء في توعية الطفل وتنميته فكريا، بالإضافة إلى مساهمة المدرسة وعلى رأسها المعلم لإستكمال ما لقّنه الأولياء لأطفالهم، مع توفير الوسائل، مبرزا ضرورة الإقتداء بالنظام الذي تتبعه مدرسة أشبال الأمة في تكوين إطارات المستقبل وتعميمه على مستوى المؤسسات التعليمية، نظرا لما حققته من نتائج مثمرة وإيجابية في الميدان، خاصة وأنّه أحد إطاراتها.
أكّد بربر ابن شهيد وينتمي إلى عائلة ثورية قدمت 28 شهيدا من عائلتي الأب والأم، أن السر في نجاح مدارس أشبال الأمة ليس فقط في البرنامج وتوفير الأساتذة الأكفاء والوسائل البيداغوجية، وإنما هناك عامل آخر وهو الأيام الأولى للتعليم في الطور الإبتدائي أو التحضيري، أين يلقّن التلميذ مختلف العلوم والمبادئ الأساسية، علاوة على مشاركة أهل الطفل في توعيته وتقديم له المعلومات القاعدية، مشيرا إلى أنه في سنة 1974 حين كان ما يزال شبلا زارهم وفد كوبي يتكون من حوالي 31 طفلا متمدرسا أعمارهم من ست سنوات إلى 15 سنة، حيث انبهروا أن الأولاد ذوي السبع وست سنوات كانت لديهم معلومات كثيرة عن الثورة الجزائرية أكثر من الجزائريين.
وأضاف أحد إطارات أشبال الثورة في السبعينات، أن مشاركة الأولياء لديها تأثير كبير ومساهمة في تنمية الطفل فكريا، قائلا إنه في السابق كانت المدرسة تلعب دور تأديب التلميذ غير المجد في الدراسة، وحين يشتكي التلميذ لوالديه يعاقب من طرفهم على عكس ما يحدث اليوم، حيث أصبح الأولياء يحاسبون الأستاذ عوض تأديب أطفالهم، ما أثر سلبا عليهم في التحصيل الدراسي وجعلهم لا يكونون جديين في الدراسة، متأسفا عن إبتعاد الأولياء عن هذه السلوكيات في تأديب أولادهم.
وحسب المتدخل، فإنّ النظام يكون حتى في الهندام، معطيا مثالا بالوفد الكوبي الذي زارهم وكان يرتدي لباسا رسميا بألوان علمهم الوطني، قائلا إن توحيد الهندام بالألوان الوطنية يؤثر على سلوك الطفل، ويغرس فيه حب الوطن حين نعلمه منذ الصغر إرتداء اللباس بالألوان الوطنية، مطالبا الأولياء والمعلمين بأن يكونوا واعين، كما إقترح على وزارة التربية الوطنية تعميم تجربة أشبال الأمة التي أثبتت نجاحها وأخرجت إطارات عبر المؤسسات التربوية عبر الولايات، مذكرا بثانويتي عائشة بالعاصمة ولطفي بوهران اللتين كوّنتا أنبغ الطلبة، والآن لم يعد وجود لمثل هذه المؤسسات التعليمية، ويرى بربر ضرورة تطبيق نظام الإنضباط والصرامة الموجود في الثكنة العسكرية على مستوى المؤسسات التربوية، كونه أثبت نجاعته في الدول المتقدمة.