الحــل السياســي ممكــن بتفعيـل دور القبائــل

فتيحة كلواز

أخذت المقاربة الجزائرية لحل الأزمة الليبية حيزا كبيرا من النقاش الذي تبع الندوة التي نظمها منتدى «الشعب»، أمس، حيث أكد عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية سليمان أعراج أن الحل ممكن إذا توافقت المقاربات الثلاث الإعلامية، الدبلوماسية والأمنية والعسكرية ولن يكون خارج المعادلة الليبية- الليبية.
في إجابته عن سؤال حول أمل إيجاد حل للأزمة الليبية قال أعراج إن الحل ممكن إذا لعب الداخل الليبي الدور المنوط به والعودة إلى الحل السياسي بل سيكون منعرجا مهما في حلحلة الأزمة الليبية التي بقيت رهان مستثمرين أجانب يتناحرون على أراضيها من أجل مصالح شخصية لا ناقة للشعب الليبي فيها ولا جمل، خاصة وأن جهود الوساطة التي تبذلها الجزائر منذ 2011 لتغليب الحل السياسي على العسكري يصنع الفارق في معادلة التوازنات في الأزمة الليبية بالإضافة إلى الوساطة الألمانية التي جمعت طرفي الصراع وكل الدول المعنية بالأزمة على طاولة الحوار في ندوة برلين، ولاحظ أن الحل لن يتأتى إلا بوقف التمويل بالسلاح والأموال التي تدخل ليبيا من أجل إطالة حدة الصراع والنزاع، كاشفا في ذات السياق أن 6000 مرتزق دخلوا إلى الأراضي الليبية.
وحول حرب الوكالة التي تدور رحاها في ليبيا قال سليمان أعراج إن الداخل الليبي يتشكل من 140 قبيلة موزّعة على الجهة الغربية التي تمثل الجانب السياسي، والجهة الشرقية التي تمثل الجانب الاقتصادي وحرب الأنابيب أما الجهة الجنوبية فتمثل المتغير الأمني، فإذا اتحدت الـ30 قبيلة الفاعلة في الداخل الليبي ستتحكم بالمسار السياسي بغية إخراج هذا البلد من النفق المظلم الذي دخله منذ 2011، ما سيقف حجر عثرة أمام التواطؤ الأجنبي بالنسبة للملف الليبي، واصفا ما يحدث بتصفية حسابات وإعادة توزيع لموازين القوى على المستوى العالمي، فالمشروع الأمريكي الهدف منه الوقوف في وجه «ألمنة» أوروبا، وكان تردد الولايات المتحدة الأمريكية في الملف اللليبي السبب وراء التدخل العسكري في طرابلس، فعندما تدخل الناتو عسكريا وأمر بوقف أي تدخل عسكري هناك انصاع الجميع له، الأمر الذي أدى إلى حالة الانفلات التي تعيشها ليبيا.
وهنا تساءل أعراج عن دور الفواعل المجتمعية داخل ليبيا معتبرا إياها نقطة أساسية لتغليب مصلحة الشعب الليبي فالسلاح الذي ضخ إلى ليبيا هو تهميش لهذا الدور المنوط بالقبائل الليبية، معتبرا أن إقناع الليبيين بالحل السياسي سيكون سببا في وضع حد للتناحر المصلحي على أراضيها لأن عواقبه وخيمة على المنطقة العربية لأن الهدف الأول من هذا الملف هو ضرب هذه المنطقة وكذا أوروبا. وقال في ذات السياق، إن الدور الإعلامي في إبراز الموقف الجزائري في دعم الحل السياسي ومقاربتها في وضع حد للنزيف الليبي، موضحا أن الإعلام اليوم أصبح أحد الأدوات المهمة في إدارة الحروب.
أما فيما يتعلق بوصف رئيس الجمهورية في أحد خطاباته طرابلس بالخط الأحمر، أكد أعراج أن لها دلالات عميقة وهي تعبير واضح عن موقف الجزائر إزاء التدخل العسكري والأجنبي في ليبيا الذي يؤجج الوضع ويطيل الأزمة بخلط الأوراق من خلال تفعيل الدور الذي تلعبه الأموال والسوق السوداء في هذا السياق. مؤكدا أن الجزائر لم تغب عن الساحة الدبلوماسية بل واكبت مسار الأزمة الليبية بالتفاعل مع وتيرتها التصاعدية. ولم يغلق باب القوافل الإنسانية لأن غياب مؤسسات الدولة يحتاج إلى حوار وتحاور للاتفاق للمضي لبناء مؤسسات بعيدا عن كل تلك المحاولات لاستثمار الأزمة الليبية أين تحاول الكثير من الدول فرض منطقها لتحقيق مصالحها الخاصة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024