العزل ضروري للحالات المشكوك فيها
بعد إعلان حالة الطوارئ الدولية من طرف منظمة الصحة العالمية وارتفاع أصوات الاستغاثة عبر العالم سارعت السلطات إلى إجلاء الجالية الجزائرية الموجودة بالصين من خلال تسريع إجراء إعادتهم إلى أرض الوطن عبر مطار هواري بومدين الدولي الذي شهد حالة هلع بسبب مخاوف العدوى، حيث خضع جميع المسافرين القادمين من بكين إلى جهاز المراقبة الذي وضع للتأكد من سلامتهم وعدم الإصابة بفيروس كورونا الجديد.
أكد البروفيسور نور الدين اسماعيل رئيس مصلحة الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، لدى نزوله ضيفا على جريدة «الشعب»، للحديث عن تطورات فيروس كورونا الجديد أنه فور الإعلان عن حالة الطوارئ شرعت وزارة الصحة في الإجراءات الاحترازية سواء على مستواها أو على مستوى مصالح الاستعجالات وكذا المطارات والموانئ، حيث وفرت أجهزة المراقبة التي تحتوي 3 كاميرات حرارية لقياس الحمى باعتبارها أول أعراض حمل الفيروس مع وجوب العزل في حال وجود حالات مشكوك فيها.
وعن الإجراءات الوقائية المتخذة عبر العالم بما فيها الدول التي عزلت الوافدين إليها من الصين لمدة 72ساعة، قال إن الجزائر من خلال مخططها الممتد عبر مراحل والذي يتضمن في مرحلته الأولى بعد التنقل إلى مصلحة الاستعجالات وتوزيع الأدوار الانتظار والترقب وضع موقع إلكتروني خاص يحمل البيانات والمعلومات يوضع تحت تصرف المواطنين في حال تسجيل أي طارئ.
وما يتداول من تصريحات عبر وسائل الإعلام بخصوص الأشخاص القادمين من الصين إلى الجزائر فإن المرافق العمومية كالمطارات والموانئ لا يمكن أن تخلو من الفرق الطبية في الحالات العادية فما بالك -يضيف الاستاذ- بفيروس جديد لا تعرف تركيبته الحقيقية ولا مصدر انتشاره خاصة وأنه ينتقل عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال وهي الحالات التي تستوجب العزل إن ثبتت الإصابة بالأعراض الأولية خاصة عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، ألم في الحنجرة، السعال، ضيق في التنفس، إسهال، والتي تتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى قد ينتهي بالموت في حال عدم الإسراع بالعلاج.
وعن الضجة التي أثيرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عدم عزل الوافدين الجزائريين من الصين قال البروفيسور إن الطوارئ تعني العزل في حالة الشك ومادام التأكد من سلامة المسافرين عبر مطار الصين الذي يتوفر على وسائل متطورة وكذا مرورهم بالكاميرات الحرارية بمطار الجزائر، فلا يمكن الجزم بإصابتهم وما يروّج له اليوم تهويل قد ينعكس سلبا على الوضع الحقيقي للحالة أو الفيروس.
طائرة مستعجلة لإجلاء الجالية الجزائرية بووهان
وسط الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها وزارة الصحة لمنع انتقال الفيروس إلى الجزائر لازالت السلطات الجزائرية تحرص على إجلاء رعاياها الموجودين في المدينة المعزولة، حيث غادرت أمس طائرة نحو مدينة ووهان لإجلاء الجالية تحمل معها هبة لمساعدة السلطات المحلية على مواجهة انتشار فيروس، حيث وجهت 500 ألف قناع ثلاثي الطبقات و 20 ألف نظارة وقائية و 300 ألف قفاز وهي الوسائل والتجهيزات الأولية لمواجهة الفيروس في انتظار القيام بالإجراءات الأخرى في إطار المخطط الوقائي.
وقامت الجوية الجزائرية أيضا حسب ما نشرته عبر صفحتها الخاصة بتطهير الطائرات عند وصولها وقبل إقلاعها من المطارات تطبيقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطيران بالنظر إلى إمكانية انتشار الفيروس في حال غياب النظافة في المحيط الذي يحوي أشخاص مصابين، نفس الأمر بالنسبة للرحلة التي انطلقت ،أمس، وانتقل فيها طاقم طبي مختص في أمراض الأوبئة مع كل المعدات الطبية اللازمة وبمرافقة الجوية الجزائرية لضمان صحة الطلبة الجزائرين أثناء تنقلهم أين قام كل من وزير النقل والصحة بمعاينة الطائرة والطاقم قبل الإقلاع.
إلى جانب الحيطة والحذر تعمل السلطات الجزائرية على اتخاذ كافة الإجراءات وعلى أعلى المستويات لمنع تسرب فيروس «كورونا» إلى البلاد عبر القادمين من الخارج، خاصة من الصين باعتبارها مصدر «الفيروس» وهذا من خلال رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع مصالح الاستعجالات والمرافق العمومية لحماية الجزائريين من الإصابة.