حالة من الخوف والتوجس يعرفها المجتمع الجزائري بسبب إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ والتأهب القصوى عقب انتشار فيروس كورونا الذي مس العديد من الدول، ما جعل المواطن في حالة من الترقب خشية وصول العدوى إلى الجزائر، لذلك قال البروفيسور إسماعيل إن المعلومة الصحيحة عن هذا الوباء العالمي هي الوسيلة الوحيدة لطرد الإشاعات التي تزيد من خوف المواطنين منه.
أكد البروفيسور نور الدين إسماعيل من منبر ضيف «الشعب» أن الجزائر لم تسجل أي حالة إصابة أو شبهة إصابة بفيروس كورونا مكذبا الإشاعات التي تقول عكس ذلك، ولعلها السبب المباشر في حالة الخوف التي نلمسها لدى المواطنين الذين أصبحوا يعيشون في حالة من التوجس خشية الإصابة بالداء الذي اعتبره البروفيسور تطورا غير معروف للأنفلونزا كاشفا في ذات السياق أن الصين أخذت كل الاحتياطات اللازمة من أجل عزل المناطق التي عرفت انتشارا للداء.
وطمأن البروفيسور المواطنين أن الجزائر أخذت كل الاحتياطات اللازمة للوقاية منه خاصة وأن الداء غير معروف وهو السبب وراء عجز المخابر في إنتاج تلقيح خاص به، لذلك نصح البروفيسور باتباع خطوات وقائية تدخل في إطار السلوكيات اليومية المتعارف عليها كغسل اليدين مثلا، مبعدا أي احتمال للتهاون مع الوضع لأن مخططا صحيا خاصا وضع للوقاية والمراقبة على مختلف المراكز الصحية وأي حالة تكون محل شبهة ستعزل بغية إجراء التحاليل والفحوصات اللازمة وإن لم تتأكد الإصابة سيتم إخراجها من المستشفى.
وقال في السياق ذاته إن الوزارات المعنية بمخطط التأهب كلها تعمل في تنسيق كامل مستبعدا في نفس الوقت إمكانية التكتم على الوضع الصحي، مؤكدا أن المواطن سيكون أول المطلعين في حالة ما إذا سجلت إصابة، لذلك عليه ألا يصدق كل ما يقال خاصة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي التي غالبا ما تتغذى من الأخبار الكاذبة التي تكون سببا في خلق حالة من الهلع لدى المواطنين الذين أصبحوا يخافون حتى من نزلات البرد البسيطة.
ولتفادي انتشار الأخبار الكاذبة أو الإشاعات المتعلقة بفيروس كورونا وضعت وزارة الصحة موقعا للتعريف به وعوامل الإصابة به وأهم التطورات الطبية في هذا المجال، ما سيسمح بإعطاء المواطن المعلومة الصحيحة والصورة الحقيقية عن الوضع في الجزائر التي أخذت كل الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع حدوث الإصابة من خلال المراقبة الطبية للمسافرين القادمين من الصين، موضحا أن الفريق الطبي الموجود على مستوى مطار هواري بومدين مجهز بالمعدات اللازمة كالكاميرات الحرارية من أجل كشف الحالات المشبوهة، التي تظهر عليها أعراض الإصابة بفيروس كورونا التي تتمثل في الحمى وضيق التنفس والسعال والتهاب الرئتين.
ولاحظ البروفيسور اسماعيل أن الأطباء الخواص لا بد لهم من العمل بالتنسيق المراكز الطبية العمومية من أجل إعطاء المواطن المعلومات الصحيحة عن فيروس كورونا، خاصة فيما يخص القواعد الصحية الوقائية الواجب إتباعها لمنع الإصابة أو انتشاره التي تتمحور في النظافة الشخصية، ونظافة الجهاز التنفسي والممارسات الغذائية الآمنة ولعل أهمها غسل اليدين بالماء والصابون أو فرك اليدين بمطهر كحولي، تغطية الفم والأنف بقناع طبي أو منديل أو الأكمام أو ثني الكوع عند السعال أو العطس، وكذا تجنب ملامسة أي شخص مصاب بأعراض زكام أو تشبه الأنفلونزا بدون وقاية، مع التماس الرعاية الطبية في حال الإصابة بحمى وسعال وصعوبة في التنفس، ودقق في ذات الوقت أن الإصابة بأعراض الأنفلونزا لا يعني بالضرورة الإصابة بالداء، موضحا أن التأكد طبيا من ذلك ضرورة قصوى في حالة التأهب التي تعيشها الجزائر والعالم أجمع.