أرجع البروفيسور رشيد بلحاج رئيس الأكاديمية الجزائرية لتطوير علم الطب الشرعي، أمس، سبب التنقل المتزايد للمرضى إلى الخارج للتداوي والعلاج لا سيما في السنوات الأخيرة بمجرد التعرض لوعكة صحية قد تعالج في أبسط مستوصفات البلاد لعدة أسباب أبرزها عدم احترام أخلاقيات مهنة الطب لدى بعض المنتسبين لهذا القطاع الحيوي.
تأسف البروفيسور رشيد بلحاج الذي نزل ضيفا على منتدى يومية «الشعب» في ندوة نقاش حول «الطب والقانون» على ضوء قانون الصحة الجديد 2018 لزوال لقب الحكيم الذي قتله بعض الأطباء اللذين لا يملكون الضمير المهني وروح الإنسانية خاصة لدى أطباء العيادات المتعددة الخدمات الذين يقومون بفحص حوالي 70 مريضا في اليوم الواحد وهذا أمر غير منطقي وسط صمت وزارة الصحة.
وقال إن الوضع جعل المرضى يفقدون الثقة في القطاع الصحي في البلاد، ويفضلون إجراء بعض العمليات الجراحية بالعملة الصعبة في عيادات أجنبية في ظل تنامي ظاهرة الأخطاء الطبية التي أخذت في السنوات الأخيرة منحى تصاعديا في القطاعين العمومي والخاص واصفا رقم الأخطاء الطبية في الجزائر بالرقم الأسود بالنظر لعدد القضايا المطروح على مستوى العدالة.
وحسب رشيد بلحاج فهناك أسباب أخرى زعزعت الثقة بين المرضى الجزائريين والقطاع الصحي على غرار العشرية السوداء التي مرت بها البلاد وما أسفرت عنه من مخلفات سلبية على البنية التحتية للبلاد وكذا على المواطن الذي لم يتلق الرعاية الصحية اللازمة في تلك الفترة إلى جانب العشرية الرمادية أوما يقصد بالظواهر الطبيعية من زلازل وفيضانات جعلت المريض يلجأ لمن هب ودب في ظل غياب ونقص الراعية الصحية في المستشفيات تقابلها ممارسات خطيرة ضد الأطباء بدليل ظاهرة العنف الجسدي وكذا اللفظي التي استفحلت في الآونة الأخيرة ضد الأطباء في بعض المستشفيات العمومية وامتدت لغاية القطاع الخاص الذي لم يسلم منها.
ودعا البروفيسور في الأخير إلى الالتفاف حول القطاع الحساس الذي ورغم النقائص التي يعرفها إلا أنه تطور في الكثير من المجالات والاختصاصات.