استهلاك المكملات الغذائية اختياري، هي ظاهرة عالمية ناتجة عن تغير النمط الغذائي الذي صاحبه تغيير في سلوكات الأشخاص حسب ما أكده البروفسور رشيد بلحاج رئيس الأكاديمية الجزائرية للطب الشرعي.
قال البروفسور بلحاج، أمس، خلال منتدى جريدة «الشعب» في ندوة نقاش حول «الطب والقانون» إن المكملات الغذائية كانت موجودة في السابق حيث أن الأم أوالجدة تدخر بعض المواد الطبيعية على غرار التين المجفف، حيث تستعمله مع زيت الزيتون للحصول على الطاقة والحفاظ على الصحة.
كما كانت الأمهات والجدات في زمن مضى تستعمل مواد أخرى للاستطباب كزيت الزيتون مخلوط بالملح، لمعالجة الآلام والكدمات، مشيرا إلى أن ثقافة «الندرة « التي كانت سائدة لدى المجتمع الجزائري، جعلته يتخذ احتياطات العلاج في حال عدم توفر الدواء الكيميائي، أوقلة الدخل، الذي يحول دون زيارة الطبيب واقتناء الأدوية.
وإذا كانت ظروف المعيشة في الزمن الماضي، تتطلب اللجوء إلى المواد الطبيعية التي هي في المتناول، فالأمور الآن تغيرت كثيرا كما ذكر بلحاج، فالنمط الغذائي لم يعد نفسه الذي كانت تتناوله الأجيال السابقة، الوجبات اليومية أصبحت عبارة عن أكل سريع، وظهر معه ما يسمى بالمكملات الغذائية، التي هي عبارة عن ظاهرة عالمية وليست خاصة بالجزائر – حسب المتحدث -، وقد ساهم في انتشارها بشكل كبير « الإشهار» عبر وسائل الاتصال التقليدية ووسائط التواصل الاجتماعي.
أبرز المتحدث أن التداوي الذاتي «auto médication « يدخل في إطار الحرية الشخصية، ولكن لا بد من أخذ الاحتياطات وتناول الأدوية بمقدار، كاشفا أن تناول أدوية بطريقة فوضوية، وبدون نصيحة الطبيب يؤدي إلى نتائج وخيمة، كما أن طول استعمال بعض الأدوية بدون استشارة طبية لمدة أطول يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة.