شدّد الدكتور عبد الستار حسين، باحث وأستاذ محاضر بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة على أهمية حماية المرجعية النوفمبرية من التشويه باعتبارها واحدة من أبرز مرجعيات الشعب الجزائري عبر التاريخ.
أوضح عبد الستار في ندوة نقاش حول «المرجعية النوفمبرية في بناء الجمهورية الجزائرية»، أن المرجعية النوفمبرية تعد مرجعية في تحرير الشعوب المكافحة، مناشدا المؤرخين والجامعيين بتحمل مسؤولية نقل تاريخ الجزائر للأجيال الناشئة، وذلك بتثمين الموروث التاريخي وتنقيته من رواسب المدرسة الكولونيالية التي أقدم المستدمر الفرنسي على تشييدها خلال الحقبة الاستعمارية وبعد الاستقلال بهدف إفراغ التاريخ الجزائري من محتوياته الإيجابية وتزييفه عن طريق عمليات معقدة على غرار مسخ تاريخ الجزائر، الذي يعد مرجعية في حد ذاته .
وأكد ضيف «الشعب» أنّ هذا أخطر ما قامت به فرنسا في الجزائر، خاصة وأن المستدمر الفرنسي لايزال إلى يومنا هذا يقوم بذلك، متأسّفا أنه بعد 57 سنة مازلنا نركز في كتابة تاريخ الجزائر على علاقة المستعمر بالمستعمر، أما التاريخ الداخلي الذي يعنى بعلاقة الجزائريين ببعضهم سواء كانوا تنظيمات أو قيادات أو قواعد شعبية تبقى الدراسات فيها قليلة جدا، وما كتب فيها في إطار التاريخ الرسمي ولم نتحرر منه بعد نصف قرن من الزمن.
ودعا الدكتور عبد الستار في الختام إلى ضرورة الربط بين جيل الأمس واليوم للمحافظة على الذاكرة وتعبيد الطريق للأجيال القادمة، وما ينتظرهم من تحديات إقليمية ودولية خاصة وأن العالم أصبح عبارة عن قرية صغيرة، وهذا من خلال جمع كل ما له علاقة بالتاريخ بداية من الكتابات التاريخية مرورا بالأرشيف إلى غاية الشهادات، مع إبراز عمق التاريخي للدولة الجزائرية في مختلف الدوائر الإعلامية من أجل توعية الشباب وبنائه على تركة الماضي، ومن خلال استعادة التاريخ لمكانته في المنظومة التربوية.