أبرز رئيس جمعية الصداقة الجزائر-الصين إسماعيل دبش، أمس، أهمية التعاون المشترك بين البلدين في ظل المنفعة المتبادلة واحترام سيادة الدولة، مشيرا إلى السياسة الاقتصادية التي سمحت للجزائر باعتبارها بلدا مصدرا للبترول ومستوردا للبنزين بنسبة 90 بالمائة أن تدعمها في صناعة تكرير البترول للاستغناء عن استيراد هذه المادة في حدود السنتين المقبلتين، إلى جانب مشروع المركز الثقافي الصيني الذي يسمح بدمج الثقافة الصينية الجزائرية لغة وتقاليدا.
استنكر إسماعيل دبش، أمس، في كلمة ألقاها في احتفالية الذكرى 70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية بمنتدى يومية «الشعب» الحملة الإعلامية الغربية التي تحاك ضد الصين في كل من إفريقيا العالم العربي وكذا الغرب بسبب ضعفها في التكيف مع وسائل التنمية والتطور التكنولوجي والذي أسفر عن تأخر أميركا في عدة مجالات مقارنة بالصين، ناهيك عن أكذوبة سياسة الصين التوسعية بالخارج كونها ضحية استعمار غربي ولازالت ضحية احتلال هونغ كونغ، ومكاو، وفصل طايوان عن الأرض الأم.
أوضح رئيس الجمعية بشأن السياسة التوسعية أن الصين بلغت السور العظيم للحماية وليس للتوسع كون الذي يرغب في التوسع لا يبني وإنما فتحه لأجل احتلال العالم - يقول المتحدث -، مشيرا أنها ضحية للحملات الغربية في إفريقيا وأسيا، مستندا في ذلك إلى ما يحدث في العالم العربي وما حدث في الربيع العربي في ليبيا الذي دفعت ثمنه الصين المدانة لها بـ11 مليار دولار، ما يعني أن الغرب سرق 11 مليار دولار أموال صينية.
ذكر دبش أن الصين بلد الحضارة التي أعطت العالم في العديد من المجالات صناعة الحديد الفلاذ والورق منذ آلاف السنين، وهي السباقة في التطور عماهو موجود في الغرب واليابان، وهذا في ظل سياستها الاقتصادية القائمة على المنفعة المتبادلة بين البلدين خاصة أمام الإمكانيات اقتصادية والمالية التي تمتلكها وترغب مشاركتها مع جميع الدول، مؤكدا عدم حاجتها إلى التوسع باعتبارها بلد عامل يتميز بالإنتاج ولا ينتظر أن يعيش على حساب الآخرين عكس بعض الدول العربية الذي يمثل 99 بالمائة من اقتصادها مستورد.
مشيرا إلى الانضباط والثقة في النفس اللتان تميزان عمال هذا البلد والذي سمح لها بالانطلاق باقل من 36 مليار دولار إلى اكبر رصيد مالي يتجاوز امريكا والغرب ب 3 مرات ترليون مليار دولار، وكذا الاعتماد على النفس على خلاف العالم العربي الذي يحوي استثناءات عندما تكون مشاكل في العمل بخلاف الصين، فان عدم القيام بالمهمة فشل كبير وخيبة أمل كبيرة، ناهيك عن الوطنية المتجدرة عندهم.
ويعتبر حصار الصين بأكثر من 50 سنة حتى بداية الثمانينات إيجابيا لأنه سمح بانتاج الصناعات والاستفادة من التجربة الصناعية في الجزائر وصناعة الخزف بالمصانع الصينية إلى جانب دعمها لدول الجنوب.
وبتفسير أكثر عن العلاقات الجزائرية الصينية قال دبش انطلاقا من مقولة» صديقة في الضراء وليس في السراء» إن موقفها اتضح خلال الثورة التحريرية التي كانت خير دليل على دعم ووقوف الصين إلى جانب الجزائريين، حيث اعترفت بالحكومة الجزائرية المؤقتة وكذا بعد استرجاع استقلالها من خلال إرسال الوفود الطيبة والرعاية الصحية لشعبها وحتى في العشرية السوداء في التسعينيات عندما سحب الاوروبين والممثلين الدبلوماسيين للدول الأوروبية ممثليهم بسبب الأوضاع الأمنية ضاعفت الصين وجودها سياسيا واقتصاديا.
وأكد في الختام استعداد الصين لدعم الجزائر ومضاعفة استثمارها رغم انخفاض أسعار البترول أيضا في حال أزمة اقتصادية حقيقية الصين ستكون في المقدمة لدعم الجزائر والتي تدخل في الضراء، في حين الصين وجدت الجزائر في الضراء من خلال الثورة التي كانت ضد الاستعمار الغربي الحلف الأطلسي والدول الغربية التي يدعمونها في الاستعمار الفرنسي، ما يعني ان المقاومة الجزائرية كانت ايجابية على مقاومة الصين للاستعمار الغربي في تيلندا.