درجة التطور التى وصلت إليها الصين الشعبية، ليست نابعة من العدم أو تقليد أعمى لإحدى الدول العظمى التي أصبحت تخشى هذا البلد الصديق الذي استطاع في ظرف سبعين 70 سنة، أن يبني نفسه بسواعد شعبه ويشكل قوة اقتصادية ونووية وتكنولوجية ناجحة في سياستها الاجتماعية رغم المليار و400 مليون نسمة التي تقطن هذا البلد القارة.
إن احتضاننا لهذه الندوة، هو أيضا من حبنا لوطننا الذي نتمنى أن يحذو حذو الصين بالنظر إلى ما يتوفر عليه من كفاءات بشرية وخيرات اقتصادية وحضارة تاريخية ومرجعية ثورية نوفمبرية تحفزنا على المحافظة على أصالتنا وانتهاج أساليب الحداثة في شتى المجالات.
سر نجاح الجمهورية الشعبية الصينية، كونها عملاقا رجلاه جذور ضاربة في أعماق حضارة قرنية ورأسه في سماء الإبداعات التكنولوجية.
وما مشروع «الحزام والطريق»، إلا مثال حي على ذلك، فمن منا لم يتذكر عند التطرق إلى هذا المشروع الضخم طريق الحرير القديم جدا.
انزعاج قوى عظمى من نجاح الصين راجع إلى العولمة: ففي الوقت الذي يريد الغرب بسط نفوذه على العالم باسم عولمة، نهب ثروات غيره بواسطة التدخلات العسكرية، تبزغ في الأفق عولمة أخرى من نسيج «الخطر الأصفر»، كما يحلو للغرب تسميته تدعو إلى الشراكة والتعاون !
ما هي أهم العوامل التي أدت إلى تحقيق مثل هذا التطور السريع .
يمكننا ذكر البعض منها كون هذا الحيز لا يكفي لسرد جل العوامل..
منذ 2010 استطاعت الصين أن تحرز على المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية وفي سنة 2018 تجاوزت اليابان، احتياطي الصرف الأجنبي جعلها تحتل المرتبة الأولى عالميا ومعدل نموها يقدر بـ 10 في المئة.
تضافر محورين أساسيين ساهم في هذا النجاح: الانطلاق من الذات دون أي استنساخ والتفتح على العالم في نفس الوقت إذ أحدثت مؤخرا على سبيل المثال ما لا يقل عن 16 منطقة حرة.
كما التزمت الصين بالتنمية الداخلية وإصلاح النظام الاشتراكي وتشجيع الابتكار منتهجة أسلوب التخطيط الشامل ومكافحة الفساد والحرص على تشكيل قيادة قوية.
ما وقفنا عليه أثناء زيارتنا إلى كل من العاصمة بكين ومدينتي شنغاي وشنزن - التي تضاهي Hong kongهونكونغ- اثبت لنا أن الصين التي تعرفنا عليها ونحن في الثانوية من خلال مؤلفات وشرائط ككتب بيرل باك «pearl buck» التي تصف المجتمع الصيني بالمحافظ والحكيم في نفس الوقت، وبعد مروره بالنظام الشيوعي بقيادة ماوتسي تونغ «mao tsi tong»، أثبتت لنا أن هذا البلد القارة يتجه فعلا نحو مجتمع متماسك منضبط مؤسساتيا ذكي على استعداد لتصدير هذا الذكاء التكنولوجي والنمو الاقتصادي إلى غيره من الدول والمثال على ذلك شركة «هواوي».
خلال النقاش تأتيكم تفاصيل أخرى حول ما تعلمناه من زيارتنا التي كانت أيضا دورة تكوينية.
Ne dit-on pas que les voyages forment ?
خلاصة القول:لا غرابة في وطن يقدس شعبه العمل.
فشكرا لجمعية الصداقة الجزائرية الصينية وعلى رأسها الأستاذ إسماعيل دبش
وألف مبروك لجمهورية الصين الشعبية الصديقة بعيدها الوطني ومرحبا بسعادة سفيرها ومرافقيه بالجزائر كالسيد حكيم الذي كان المرافق والمرشد السياحي بامتياز خاصة وأنه يحسن اللغة العربية بشكل جيد.