قدر السفير الصيني بالجزائر «لي ليان هي» حجم التبادل التجاري بين الجزائر والصين، بما لا يقل عن 5.2 مليار دولار، خلال النصف الأول من عام 2019، كاشفا أن حجم الواردات الصينية نحو الجزائر ناهزت 36.4 بالمائة، في وقت تعد الجزائر أول بلد عربي تربطه علاقات إستراتجية مع الصين أرست لشراكة نموذجية مثمرة، حيث سمح حزام الطريق بتوسيع التعاون المشترك إلى سقف عال، وجميع المؤشرات تعكس وجود إرادة قوية لترقية العلاقات الثنائية، التي لا يقل عمرها عن 61 عاما، ولا تقتصر الشراكة والتعاون مع الصين على الجانب الاقتصادي وإنجازات البنى التحتية، بل يتعداه إلى المجال الصناعي التكنولوجي والصحي وكذا الثقافي.
تمكن العملاق النائم كما يحلو للبعض تسميته، من إرساء تنمية شاملة عميقة وسريعة وصفت بالنادرة في العالم، قفزت بالناتج الداخلي للصين من مستوى 32 مليار دولار إلى سقف 13.7 ترليون دولار أمريكي في عام 2018، محققة أضعافا تصل إلى 54 ضعفا، علما أن ذلك يمثل 16 بالمائة من الناتج الاقتصادي العالمي، ويغطي احتياطي الصرف الصيني الراهن مدة 13عاما، ويتصدر أعلى احتياطي في العالم بنحو 3 ترليون دولار حسب أرقام استعرضها السفير الصيني المعتمد بالجزائر، ووصلت الصين إلى إنتاج 200 نوع من الإنتاج الصناعي، وساهمت بأزيد من 30 بالمائة في الاقتصاد العالمي، ومن الطبيعي أن تلعب دورا رياديا في نمو الاقتصاد العالمي، ويعول عليها كي تكون صمام أمان ومحرك قوي وسريع لتنمية الاقتصاد العالمي. ويعود الفضل في المنحى التصاعدي الذي نجحت في تحقيقه الصين، كما أوضحه سفيرها بالجزائر، تعزيزها وعنايتها الفائقة بمختلف التكنولوجيات الحديثة المتطورة والبحث العلمي والابتكار، لذا تصدرت قائمة العالم في المجال العلمي، لذا تعد ثاني مستثمر في البحث والابتكار، وتتصدر هذه القوة الاقتصادية المتفردة قائمة بلدان العالم من حيث عدد الباحثين وبراءات الاختراع.
بالفعل يمكن وصف التجربة الصينية بالنادرة والمميزة، والتي يمكن الاستفادة منها في عدة نقاط، من أجل تهيئة أرضية انطلاقة صحيحة وقوية لبناء اقتصاد متنوع، يرتكز على الكفاءات والمورد البشري، ويستمر ويتطور بالبحث والابتكار والشراكات المثمرة، التي تحول التكنولوجيا الحديثة، لأن أي جهود أو مخططات إستراتجية لا تفضي إلى تنمية أو تطور، يكون السبب في طريقة تجسيدها أو في مدى دقة ورقة الطريق أو الخطة المنتهجة، ويمكن الاستفادة من الصينيين في طريقة انفتاحهم للاستفادة، من كل ما يضفي على اقتصادهم قيمة مضافة حقيقية، علما أنهم تبنوا خيار إرساء نظام صناعي مستقل واقتصادي منفتح على العالم، خاصة في إطار الشراكة المربحة للطرفين.
المتتبع للعلاقات الجزائرية الصينية، يمكن أن يقف على قوتها ومتانتها، فنجد شركات الإنجاز الصينية التي ظفرت بعدة مشاريع هامة سواء في قطاع البناء والأشغال العمومية أو في المجال التكنولوجي، مثل القطاع الالكتروني نجد بعض شركات القطاع الخاص تقيم معها شراكات من خلال التركيب، وتسعى لرفع نسبة الاندماج، وهناك العديد من المهندسين في هذا المجال، استفادوا من دورات تكوين في الصين. ولاشك أن الجزائر تتطلع من أجل تقوية وتكثيف الشراكة مع الأصدقاء الصنيين في المجال التكنولوجي، وكذا في البحث العلمي وفي الصحة، ولعل الهدف الجوهري يرتكز على تحويل التكنولوجيا وتكوين المورد البشري في المجال الصناعي والتكنولوجي، وفي قطاعات الإنجاز مثل البناء والأشغال العمومية للاستفادة من الخبرة الصينية، وبصفة عامة يمكن الاطلاع على تفاصيل وأسرار نجاح التنمية الداخلية في الصين للنهل من مكامن القوة.