حرصا من جريدة الشعب على تقديم خدمة اعلامية جوارية و نقل انشغالات المواطن للهيئات و المؤسسات ، تأتي ندوة “ضيف الشعب “ ضمن سلسلة النقاشات التي فتحتها جريدة الشعب منذ بداية الحراك في الجزائر لتقديم مقاربات ، اقتراحات و مساهمات تهدف إلى المشاركة كوسيلة إعلام عمومية في اقتراح حلول لحالة الانسداد السياسي الذي تعيشه البلاد من خلال استضافة خبراء و محللين في مختلف التخصصات و الميادين مثل ندوة الأسبوع الماضي التي استضفنا فيها خبراء في القانون الدستوري للحديث عن الحلول الدستورية المتاحة أو إمكانية المزج بين الشق الدستوري و السياسي لتحقيق مطالب الشعب.
في إطار الهدف نفسه دائما و لكن للتطرق هذه المرة إلى الشق الاقتصادي استضفنا أمس الخبير الدولي مبارك مالك سراي و الدكتور عبد الرحمان عية أستاذ الاقتصاد بجامعة تيارت ، لفتح نقاش حول تأثير ظاهرة الفساد على الاقتصاد الوطني و كيفية المساهمة في مكافحة الظاهرة و محاكمة المسؤولين عنها لاستعادة الاقتصاد لعافيته من خلال استرجاع الشعب لأمواله المنهوبة عبر الآليات التي يوفرها القانون الجزائري للتعاطي مع مثل هذه الحالات ، لأنه لا يكفي حرمان من ارتكبوا هذه الجرائم الاقتصادية بالعقوبات السالبة للحرية فقط في حين أن ما يهم الشعب الجزائري و إن كان لابد من محاسبة و معاقبة هؤلاء فان الأكثر أهمية لديه هو كيفية استرجاع تلك الأموال علّها تساهم في إقلاع اقتصادنا الوطني الذي تعطل كثيرا بسبب الفساد ،نهب المال و سرطان البيروقراطية و ما تولد عنها من آفات اقتصادية و اجتماعية خطيرة وجب مكافحتها بكل الوسائل المتوفرة.
يجدر التذكير في الصدد أننا راسلنا الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته لاستضافة رئيسها في هذه الندوة المخصصة لمناقشة تأثير الفساد على الاقتصاد ، إلا أن الأمين العام لهذه الهيئة اعتذر نيابة عن رئيسها دون تقديم أسباب واضحة أو مقنعة فوّتت على القارئ الاطلاع على مهام و صلاحيات هذه الهيئة ؟ !