بيان أول نوفمبر أرضية الثّورة وطريق الوصول إلى الاستقلال
أكد الأستاذ ومخرج الأشرطة الوثائقية عبد الفتاح عيادي، أمس، أن الثورة الجزائرية من أجمل الثورات والدليل تصريح أول نوفمبر، النداء الذي لم يوجه للجزائريين المسلمين وحدهم وإنما للفرنسيين واليهود المقيمين بالجزائر، نافيا أن تكون الثورة عنصرية وأنها جاءت لتحقيق الأهداف التي نصت عليها وهي الاستقلال الوطني، ومحاربة “النظام الكولونيالي الفرنسي” واستعادة الدولة الجزائرية.
أبرز الباحث عبد الفتاح عيادي، أمس، خلال نزوله ضيفا على منتدى يومية “الشعب” أهمية الدراسة المتخصصة للتاريخ ولهذه الوثيقة التي اعتبرها المؤرخون والكتاب من نتائجه، مشيرا بشأن أعماله التي خصصت في المجال إلى انجاز 100 شريط وثائقي برمج شهريا، بالإضافة إلى حصص توجه للمشاهدين من اجل معرفة التاريخ وتلقينه للأجيال، وهو ما حرص عليه طيلة 35 سنة من العمل والخبرة في ميدان إخراج الأفلام والشرائط الوثائقية التاريخية.
وأشار ذات المتحدث إلى تضحيات الأمس وجهود النضاليين التي اعترف بها حتى الضباط الفرنسيون على غرار “آلار”، الذي أشاد بروح المسؤولية للشهيد العربي بن مهيدي قائد المنطقة الخامسة وهران الذي لعب دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها حيث قال مقولته الشهيرة: “ألقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب” وهذا خير دليل - يضيف المتحدث - على الروح النضالية للمجاهدين آنذاك من بينهم بن مهيدي الذي عمل بجد لانعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956، وعين بعدها عضوا للجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية.
وشدّد عبد الفتاح عيادي على ضرورة دراسة الثورة من الناحية السياسية والتاريخية وتعمق الكتاب والمؤرخين لأجل توجيه الشباب وتحبيب الأجيال في التاريخ الذي ضحى لأجله النفس والنفيس، مشيرا إلى الدور الفعال لوسائل الإعلام المكتوبة السمعية والبصرية في التأثير على الشباب المتأثر اليوم بالعصرنة والهجرة لأوروبا لأجل تحسين الوضع، متناسيا بذلك بلد المليون والنصف مليون شهيد.
وفي رده على المغالطة التي قالت أن “شارل ديغول منح الاستقلال للجزائر”، نفى الأستاذ أن يكون هذا الأخير وراء استرجاع السيادة الوطنية “كونه لم يصرح يوما ولم يرغب بتاتا في استقلال الجزائر، الذي جاء نتيجة روح نضالية وكفاحية للمجاهدين الذين ضحّوا بأنفسهم لأجل افتكاك الحرية من المستعمر الفرنسي الغاشم، والتي كانت أرضيتها نداء أول نوفمبر الموجه للشعب الجزائري المكتوب بلغة بسيطة يحوي طريق الوصول إلى الاستقلال الوطني”.
وأشاد عيادي بالدبلوماسية الجزائرية المنتهجة آنذاك من اجل الحصول على الحرية واسترجاع السيادة الوطنية التي جاءت نتاج كفاح ونضال، وأحداث رسخت نفسها ودونت في التاريخ مقابل وحشية كبيرة انتهجها المستعمر الفرنسي، الذي ألقى آنذاك بالمجاهدين في براميل مغطاة بالاسمنت، ورمى بهم في البحر ليكونوا طعاما للأسماك، غير أن الكفاح القوي لم توقفه كل أساليب التعذيب.
ووجّه الأستاذ والباحث رسالة إلى الشباب والأجيال القادمة يدعوهم إلى الاهتمام بالتاريخ، والتمسك بمبادئ الثورة لمجابهة الأحداث الراهنة.