ابرز اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتجية الأهمية الكبرى للذكرى المزدوجة لـ 20 أوت 1955 و1956 المصادفة ليوم المجاهد باعتبارها محطة حاسمة في تاريخ الجزائر من حيث التذكير بتضحيات الشعب الجزائري لإفتكاك الحرية ونيل الاستقلال وتعريف الخلف بالبطولات الكبيرة وأهمية الثورة النوفمبرية في دحر العدو .
أكد اللواء من منتدى يومية «الشعب « في ذكرى اليوم الوطني للمجاهد، على ضرورة إعطاء الحدث أهميته ومكانته الحقيقية التي تعتبر ملخص الحركة الوطنية منذ سنة 1924 وهو تجسيد للنضال والكفاح الذي بدأ منذ تنظيم نجم شمال افريقيا الذي أسسه حاج علي عبد القادر قبل مصالي الحاج.
وشدد الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتجية على ضرورة ضبط التاريخ بالنظر لحساسيته وإعطائه أبعاده الحقيقية كونه نتاجا لنضال سياسي للحركة الوطنية بكل أطيافها خاصة المنظمة الخاصة التي تعتبر أرضية تحضير للمؤتمر ، مشيرا إلى التنظيم الدقيق للشمال القسنطيني خاصة من الناحية التأطيرية والهيكلية وعدم تغير إطاراته على عكس المنظمة الخاصة التي عرفت العديد من التغييرات بعد وفاة بلوزداد أيت أحمد ترك المسؤولية وتولى قيادة المنظمة وبعد الأزمة بن بلة ترك المنصب وتولى قيادة المنظمة.
وأبرز اللواء المتقاعد دور الاستقرار في العمل الثوري خاصة في الشمال القسنطيني الذي لم يعرف أي تغييرات في تلك الفترة ، حيث أبرزت نتائج تحضيرات 20 أوت تكاملا في أعمال عناصر الشمال القسنطيني رغم اختلاف مناصبهم ،معتبرا أن الـ7 سنوات كانت لتحضير التعبئة والتوعية والتجنيد لضمان استجابة الشعب ، خاصة وان زيغود يوسف قال بعد 20 أوت « هذا شعب عظيم استعداداته دائمة ، تجنيده بلا حدود ، بحاجة لقيادة رشيدة للأخذ بيده لبر الأمان «.
وقال اللواء المتقاعد معطيا قراءة تحليلية استشرافية وبعد النظر، أن أبعاد 20 أوت لم تقتصر على الشمال القسنطيني وإنما ذهبت للمغرب لما محمد بوضياف والعربي بن مهيدي نسقوا مع أحرار المغرب عباس مسعدي وعبد الكريم الخطابي كلهم نسقوا مع بعض .
وبخصوص التنسيق الثوري قال اللواء المتقاعد ان التنسيق المحكم بينهم سمح لعمليات 20 اوت في الشمال القسنطيني ان يقابلها في المغرب عمليات أخرى وهو ما يوضح التوسع الكبير للحركة العملية التي كانت في نطاق أوسع وظروف موازية استطاع من خلالها زيغود يوسف مجاهدين والشعب سنة 1955 الهجوم على أكثر من 70 هدفا في كل من الشمال القسنطيني لكن في المغرب كان تفكك في الحركة الثورية المغربية ولذلك تحددت العمليات في «واد زان» .
وأشار اللواء مجاهد في ذات السياق إلى المناضل الثوري شيحاني بشير قائد للمنطقة الأولى الأوراس خلفا لمصطفى بن بوالعيد ، المولود بمدينة الخروب بقسنطينة في 22 أفريل 1929 حيث قام بالتنسيق في أطار العمل الثوري مع ثوار تونسيين حتى صالح بن يونس أبرز احد قادة الحركة الوطنية التونسية قال بشان الحكم الذاتي في تونس «الاستقلال غير قابل للتقسيم يجب أن يستقيل كل شمال إفريقيا « ما يعني آن القوة التحررية كانت صادقة .
«ديان بيان فو» أول صدمة للمستعمر الفرنسي
عن علاقة الجزائر بفرنسا قال مجاهد أن أول صدمة تلقاها المستعمر بعد هزيمة «ديان بيان فو» التي قطعت الطريق أمام كل ما يقال «الجزائر فرنسية «، مشيرا الى أن 20 أوت يعتبر منعرجا في حياة الجزائريين لا يمكن بعده للأمور أن تعود إلى ما كانت عليه قبل 20 أوت بالإضافة إلى فك الحصار عن الاوراس حيث سمح للولاية الاولى التاريخية بالتحضير لمعركة» الجرف» الشهيرة التي اندلعت بقرابة شهر بعد 20 أوت الذي يعد بمثابة الحكم النهائي على الوجود الاستعماري في الجزائر ونقطة تحول للمترددين والمتخلفين وعملية فرز لمن هو مع الثورة ومن ضدها ، حيث كان مثل التطبيق الصادق لكل رؤى الحركة الوطنية وتعبيرا عن القيم التي آمن بها قادة ورواد الحركة الوطنية وعن الإرادة التي مكنت الإستفادة من كل الدروس والتجارب المريرة التي مرت بها الحركة الوطنية .
مواطنون عزل يهزمون إمبراطورية كاملة
وقال مجاهد أن تاريخ الشعوب لا يتجزأ وأي نقص يعتبر نكران للذاكرة الجماعية مشددا على أهمية التنظيم في تحقيق أشياء خارقة للعادة مثلما حدث مع ثوارنا الذين حملوا البندقية البسيطة وواجهو الدبابة والطيار وفرضوا إرادتهم الأمر الذي يلزم اليوم «تخليد الأبطال وإعطاء تاريخ 20 أوت أهميته التاريخية التي تبقى راسخة في ذاكراة أجدادنا وكل من ضحوا في سبيل الوطن بمن فيهم ديدوش مراد عندما قال «إذا استشهدنا دافعوا عن ذاكرتنا » خاصة وان تحركات الابطال وتضحياتهم هزت العالم وحركته .