ربط رئيس المجلس الوطني الصحراوي، خاطري أدوه، نجاح مساعي المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر في إعادة بعث المفاوضات بين البوليساريو والمرغب بمدى التزام الاتحاد الأوروبي بالشرعية الدولية وتخلي المملكة عن سياسة التعنت والدوس على القرارات الأممية.
لا تشكك جبهة البوليساريو، أبدا في كفاءة كوهلر، لإدارة ملف نزاعها مع المغرب الذي يتجاوز عمره 4 عقود، كما أنها تثق في سلامة التقارير التي يرفعها لمجلس الأمن الدولي بشكل دوري، لكنها ترى في الوقت أن نجاح مساعيه مرهون بتغيرات جذرية.
وحسب رئيس البرلمان الصحراوي، فإن هذه الثقة تعود إلى تاريخه السياسي والدبلوماسي، بعدما خاص نضالا من أجل توحيد بلاده ألمانيا قبل أن يكون رئيسا لها، وخبرته التفاوضية في تثبيت قواعد الاتحاد الأوروبي.
وأوضح خاطري أدوه، أن كوهلر بات على إطلاع وفهم جيد لملف الصحراء الغربية بتشعباته القانونية والسياسية، وقال أنه « قدم أكثر من مرة قراءته للحقيقة على أسس سليمة، ونحن نأخذ الامر بحسن نية».
وجدد المتحدث، استعداد جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية بشكل دائم للتعاون مع كوهلر، بشكل فعال بما يفضي إلى استئناف العملية السياسية مع المغرب وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره عبر استفتاء حر ونزيه.
إحاطة
وسيقدم المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر، اليوم، إحاطة لمجلس الأمن الدولي، يعرض فيها تقريرا عن آخر مستجدات القضية وأهم خلاصات زيارته الأخيرة إلى المنطقة.
وفي السياق، أكد خاطري أدوه أن «كوهلر سيروي لهم (أعضاء مجلس الأمن) ما حدث خلال جولته الأخيرة»، معتبرا أن « عامل الوقت بعد تقليص مدة بعثة المينورسو إلى 6 أشهر يشكل عامل ضغط على عمل المبعوث الأممي».
وتوقع أدوه أن يتضمن تقرير كوهلر «ما يبرر تجديد عهدة المينورسو على الأقل، لأن الأمر من صميم مهمته»، مستطردا «، أن تقدم الملف من عدمه مرهون بعوامل أخرى».
عراقيل
والجزء الأكبر من هذه العوامل في حقيقتها، عبارة عن عراقيل يضعها المغرب والاتحاد الأوروبي على وجه التحديد، حسب رئيس البرلمان الصحراوي. الذي أوضح أن « وضع المملكة المغربية لشروط يستحيل تطبيقها للعودة إلى طاولة المفاوضات وتعنتها الدائم وعدم احترامها للقرارات الأممية، يعد أكبر عقبة أمام عمل المبعوث الأممي».
وأضاف قائلا « جوهر العملية التفاوضية وفقا للقرارات الأممية، هو عدم وضع أية شروط مسبقة، والتفاوض بحسن نية وفق ما يؤدي إلى تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي»، وتابع « نحن أسسنا الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ونناضل ونجاهد من أجل تكريسها، لكننا لا نضع الإعتراف بها كشرط للدخول في مفاوضات لأن وضع الشروط لن يخدم مساور التسوية».
وأفاد أدوه أن الاتحاد الأوروبي يتموقع ، في مكان لا يخدم مساعي الأمم المتحدة، «ما دام مستمرا في إبرام اتفاقيات باطلة وغير قانونية مع المغرب»، واعتبر أن «سلوكه لا يحفز على الثقة ويضعف كوهلر في امتحانه العسير».
وأشار رئيس البرلمان الصحراوي، إلى لقاءات المبعوث الأممي مع فيديريكا موغريني مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي التي طلب فيها لعب دور مساعد، وكذا دعوته بمجلس الأمن الدولي أوروبا للمساهمة في مسار التسوية نظرا لعلاقاتها مع بلدان شمال إفريقيا.
ولفت خاطري أدوه، إلى خطوة كوهلر الجريئة عندما توجه إلى الاتحاد الإفريقي من أجل إشراكه في مسار التسوية، محطما القيود التي فرضها المغرب على المبعوثين السابقين من أجل إبعاد الهيئة القارية قدر المستطاع عن الملف.
وقال أدوه إن «أوروبا تسعى لتخريب المساعي وتعرقل الحل، بينما إفريقيا تدعم المساعي».
وسيعرض هورست كوهلر تقريرا آخر، أمام مجلس الأمن الدولي شهر أكتوبر المقبل، أي قبيل أيام عن جلسة تجديد مهمة بعثة المينورسو، كما يعمل على تنظيم جولة مفاوضات بين البوليساريو والمغرب قبل هذا التاريخ.
نضال برلماني
على صعيد آخر، أكد رئيس المجلس الوطني الصحراوي، على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه مجموعة الصداقة البرلمانية مع الشعب الصحراوي على مستوى البرلمان الاوروبي في عرقلة اتفاق الشراكة مع المغرب، في حالة ما إذا تم إعداده بشكل يشمل الاراضي والمياه الإقليمية الصحراوية.
وأكد أن هناك شبكات برلمانية من مختلف التشكيلات السياسية، داخل البلدان الأوروبية، بما فيها فرنسا، عززت النضال السياسي والقانوني والحقوقي من أجل إنصاف الشعب الصحراوي وتمكينه من تقرير مصيره.