يحاول المغرب في الآونة الأخيرة تغير إستراتجيتها تجاه الملف الصحراوي بتفادي التناول المباشر لمواقفه السابقة المتعلقة بالرفض القاطع لأي محاولات التسوية ،واتضح هذا في خطاب الأخير للملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش ،وحسب المتتبعين للشأن الصحراوي فان هناك مؤشرات توحي تحول عميق في إستراتجية تعاطي نظام المغرب مع أطراف الصراع.
في هذا الشأن قال استاذ العلوم السياسية بالمدرسة العليا للعلوم السياسية الدكتور محمد سعيد مكي في تصريح خص به جريدة “الشعب” ان التغير الحاد في الموقف المغربي المعتاد من الفاعلين الدوليين في قضية الصحراء علامة فارقة على بداية تحول جذري في السياسة الخارجية المغربية، والانتقال من إستراتيجية جديدة مع اطراف النزاع ،وهذا ما تجلى حسبه في خطاب الملك الأخير الذي لم يشر الى الجهات التي اعتاد في كل مرة تحميلها إطالة أمد النزاع.
وقال بان لهذا التحول توجه النظام المغرب راجع لعدة تطورات من بينها الضغوطات التي بات يتعرض لها عقب انضمامه للاتحاد الإفريقي والتوصيات الجديدة، وكدا عودة المينورسو لمباشرة مهامها بالأراضي المحتلة، ومالها من تأثير في مستقبل النزاع ،مفيدا بان توجهات الولايات المتحدة هي الأخرى لعبت دورا هاما في هذا التحول نظرا لموقف المستشار القومي للرئيس الأمريكي جون بولتون الداعم لقضية الصحراء الغربية.
وأوضح محمد سعيد مكي أن الحملات المغربية ضد الجزائر ليست جديدة وتأتي في محاولة منه لتبرير فشل النظام المغربي على المستوى الداخلي والخارجي من خلال إتخاذ الجزائر شماعة لتبريرفشل سياسته ،مؤكدا بان القضية الصحراوية هي مسالة تصفية استعمار ولا دخل للجزائر فيها.
وقال بان الجزائر ليست طرفا في نزاع الصحراء الغربية ،وليست لها أية مطالب ترابية بخصوص هذه القضية التي تعد آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية ،مشيرا بأنها قد أبدت منذ بدأ النزاع موقفها بكل وضوح بشان القضية، فهي تعتبر الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار، وانها تقف الى جانب القرارات الدولية لا غير.
وافاد المتحدث أن اتهام نظام المخزن للجزائر في كل مرة اتهام باطل لا اساس له من الصحة داعيا في هذا الشان النظام المغربي والمساندين له تقديم ادلة وبراهين لاقناع الراي بوجهة نظر العلمية لاغير ،قائلا “بان المغرب ليس له ما يقدمه كونه كل ما يورج له مجرد اكاذيب “، يستغلها للتهر ب من قرارات الشرعية الدولية.
وأضاف الدكتور أن مشكلة النظام المغربي تكمن في كونه يوظف القضية الصحراوية لحماية سياسته الاستعمارية والتوسعية مشيرا بان العالم بدا يعي خفايا نظام المخزن وتوجهاته الحقيقية وان تكالب نظام المخزن ضد الجزائر ليس وليد الساعة ، قائلا بان المغرب يعمل منذ عقود على استدراج الجزائر لإقحامها في النزاع ،غير ان حنكة الجزائريين وتفطنهم حالت دون ذلك “القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار ومع ذلك تحاول اقناع العالم بعكس ذلك.